النزاهة فى نسختها الالمانية – العمدة سبورت
كشفت نهاية العام الرياضي فى الدورى الالماني عن مدى نزاهة الاندية فى تعاملها مع جميع المباريات و جميع المنافسين دون تمييز حيث الهدف الواحد بالنسبة لها و هو اللعب من اجل تحقيق افضل نتيجه ممكنة سواء انتصارا او تعادلا بل و حتى الخسارة تختلف فى فارق الاهداف .
و تجسدت النزاهة فى الدورى الالماني من أثناء نتيجه مبارتي بايرن ميونخ ضد كولن ، و بوروسيا دورتموند ضد ماينتس. و تجلت نزاهة كولن و ماينتس فى اشراكهما التشكيـل الاساسي المألوف الذي خاض به كل فريق ماتشات اغلب جولات العام ثم فى الاداء الذي قدمه كل فريق فى المبارتين و كأنهما معنيان بالنتيجة فى وقت ان ترتيبهما لم يكن ليتغير مهما كانت النتيجة ، فنادي كولن ضمن بقائه فى الدرجة الاولى قبل الجولة الختامية شانه شان ماينتس .
و مع ذلك لعب ماينتس ضد دورتموند من اجل الفــوز عليه فحقق التعادل الذي حرم الاخير من الفــوز بلقب كان فى متناوله لو وجد منافسا تساهل مع المباراه ، اما كولن فقد نجح فى ادراك التعادل مع بايرن ميونخ دقائق قليلة قبل نهاية المباراه و هو التعادل الذي كان سيحرم البافاري من التتويج لو لم يسجل جمال موسيالا هـدف الفــوز فى الـدقيقـه قبل الاخيرة للمباراة .
و على عكس بقية الدوريات الاوروبية فى مثل هذه الحالة الالمانية لم نسمع حديثا لا رسميا و لا اعلاميا قبل انطلاق الجولة الختامية عن النزاهة مثل مطالبة ادارة بايرن ميونخ لنادي ماينتس باللعب بجدية و لا منحه حوافز مالية من اجل اشراك تشكيلته الاساسية ، فالنزاهة ليست بحاجة الى حافز لا مادي و لا معنوي لأنها هي نفسها الحافز الاهم الذي يجعل النادى يقاتل من اجل يساهم فى تحديد النتائج النهائيـه للبطولة .
كان بإمكان ماينتس ان يخوض المباراه امام دورتموند بلاعبيه غير الاساسيين شانه شان فريق كولن غير ان التهمة كانت ستلاحقهما الى الابد و سيصعب عليهما اثبات حسن النوايا امام جماهير الفريقين و جماهير بقية الاندية و سيقل احترامهما امام بقية المنافسين فى قادم المواسم ، فخسارة مباراه يمكن تداركها و تعويض نقاطها فى الجولة الموالية ، و خسارة لقب او تأشيرة اوروبية يمكن تحقيقها فى العام الموالي غير ان خسارة الثقة يستحيل كسبها مجددا فمؤامرة المانيا مع النمسا ضد الجزائر فى نهائيات مونديال اسبانيا عام 1982 لا تزال حاضرة فى الاذهان رغم مرور اكثر من اربعين عاما .