“الرئيس جوان لابورتا تفهم موقف ليونيل ميسي برغبته البحث عن مـسابقـه “بمتطلبات أقل” بعد سنـوات من الضغوطات التي عاشها ويتمنى له التوفيق فى أميركا” .. هكذا كان نص بيـان برشلونه الإسباني مباشرة عقب إعلان افضل لاعــب فى العالم 7 مرات الرحيل نحو إنتر ميامي الأميركي، فى رسالة مبطنة من الرئيس الذي وصفه ميسي بـ”الرجل الصادق معه دوماً” بعد أشهر من التلميح بأن أسطورة النادى سيعود مجدداً هذا الصيف.
وأغلق ميسي صفحة برشلونه إلى الأبد عقب إعلانه الرحيل إلى إنتر ميامي، قائلاً إن هناك أناسا فى اداره النادى الكاتالوني لا يرغبون بعودته، وهم نفسهم الذين دفعوه للخروج قبل عامين فى مشهد سبب له وعائلته “جرحاً” لم يلتئم حتى الآن، بحسب قول الرجل الذي انتصر بكأس العالم 2022 شهر ديسمبر الماضي.
علاقة لابورتا بميسي كان ينظر إليها بأنها مثال للعلاقة الرائعة بين الرئيس والمرؤوس، لعب ليونيل مباراته الأولى بقميص برشلونه وحينها جوان كان رأس الهرم فى فترته الأولى، حاول إنتر ميلان الاتفاق معه وهو صغير لكن المحامي الشاب حينها رفض ذلك ووعد خورخي والد اللاعب الذي بات أسطورة النادى بعد ذلك، بأنه سيصنع المجد فى “كامب نو” فى القريب العاجل.
كانت قدم ميسي فى صيف 2020 خارج أسوار برشلونه بعد “البوروفاكس” المعروف الذي بعثه إلى اداره جوسيب ماريا بارتوميو يفصح من خلاله رغبته بترك النادى الذي قضى فيه 20 عاماً، وبالطبع عندما يقول افضل لاعــب فى تاريخ برشلونه أنه لا يريد البقاء، فالضحية سيكون الرئيس الذي تسبب بوصول ليونيل إلى هذا الوضع، وسقطت الإدارة بأكبر عدد أصوات حجب ثقة فى تاريخ النادى الذي تجاوز 120 عاماً.
ترصد لابورتا إلى سباق الترشح بعد 11 عاماً من تركه النادى، الكل كان يخشى فقدان ليونيل ميسي، لكن المحامي المعروف قــال قبل الانتخابات فى حوار مع “الغارديان” مع دخول ميسي الفـترة الحرة من عقده مع برشلونه: لا أعتقد ان ميسي سيرحل عن برشلونه إذا ما عرف الرئيس الجديد، لأن ليو لا يكره شيئاً أكثر من الكذب، لقد كان دائماً ما يقول لي “أنت لا تكذب علي، أنت تفي بوعودك” ومن جاء بعدي لم يكن كذلك، لقد حملوه مسؤولية الفشل ليحموا أنفسهم.
وأتبع: ليو يعرف ما أفكر به، إنني لا أراه بقميص غير برشلونه، وسأعمل على استمراره بكل ما أوتيت من قوة، وسأحيطه باللاعبين الجيدين لانه فائز ويريد الفــوز دائماً، القصة الجميلة يجب ان تستمر.
لكن ليس كل ما يقال يتحول إلى واقع، فبعد أقل من 5 أشهر على حديث لابورتا، اعلن برشلونه رحيل أسطورته بعد فشل مفاوضاته تمديد عقده، وخرج الأخير باكياً فى مؤتمر صحفي قــال فيه: كنت أريد البقاء ولم أرغب بالرحيل، لقد اتفقت مع لابورتا على التجديد والاستمرار لكن ذلك لم يحدث، من المؤلم ان أغادر فريق برشلونه التي جئت إليه طفلاً واليوم أغادره كرب أسرة.
الملام حينها كان الرئيس السابق بارتوميو بسـبـب إدارته السيئة وكذلك خافيير تيباس رئيس رابطة الدورى الإسباني الذي تعنت ورفض السماح لبرشلونة بتمديد عقد اللاعب الأيقوني، لكن المدرب الهولندي رونالد كومان أحد أساطير النادى التاريخيين كلاعب، والذي وضح المستور بعد إقالته من تـدريــب برشلونه عقب أقل من 3 أشهر من رحيل ميسي قــال فى حوار تلفزيوني: ليونيل لن يعود إلى برشلونه، لابورتا سيعمل مسرحية لحفظ ماء وجهه كونه الرئيس الذي ترك ميسي يرحل أول مرة.
احتاج لابورتا إلى عام كامل ليعترف بأنه ترك ميسي يرحل، وقال حينها مع بث “كادينا سير”: تحدثت مع ميسي (أغسطس 2021) وحقيقة كان علي إما ان أختار حماية برشلونه أو التجديد لميسي، فاخترت الخيار الاول لأن الكيان فوق أي لاعــب حتى لو كان الأعظم فى التاريـخ.
ومنذ الصيف الماضي ولابورتا يرسل إشارات إلى جماهير برشلونه بأن ميسي سيعود، وقال مطلع العام الحالي مع قناة “تي فى 3” الكاتالونية: تحدثت مع ميسي عقب الفــوز بكأس العالم وعادت علاقتنا، إنه يريد بالعودة إلى برشلونه فهو منزله وسيفعل ذلك.
وفي يـوم الأربعاء، أغلق ميسي صفحة برشلونه وقال: وعدوني بأن كل شيء سينتهي فى مايو وسأكون قادراً على العودة، لكن ذلك لم يحدث، ولم أرد ان أعيش ما عشته مع عائلتي قبل عامين فاخترت إنتر ميامي، أما برشلونه وعبر رئيسه فتمنى التوفيق لأعظم لاعــب فى تاريخه بمسيرته المقبلة التي لا تحتاج المزيد من المتطلبات بحسب البيان. ما يعني نهاية علاقة ميسي ببرشلونة كلاعب إلى الأبد
