أخبار الرياضة

كاسترو.. كاد يلحق “موزارت”.. وترك “الفيزياء” لأجل النصر

قــال العالم الأميركي المعروف هيو ديفيد يونغ إن علوم الفيزياء هي مغامرة صعبة ومستفزة فى بعض الأحيان ومؤلمة بين اثناء وآخر إلا أنها دائما ما تكون مجزية، لكن البرتغالي لويس كاسترو مدير فني النصر السعودي الجديد تجاهل كل ما قاله يونغ واختار كرة القــدم مجدداً بعدما أمضى عامين من عمره وهو يدرس الفيزياء، بينما أنقذه القدر من الموت بسـبـب ذات المرض الذي أودى بالموسيقار المعروف موزارت.

طفولة كاسترو لم تكن مثالية، إذ عاش فى مدينة ليريا إثر انشغال والده الجندي مع الجيش البرتغالي بسـبـب الحروب التي خاضتها دولة شبه جزيرة إيبيريا فى أنغولا وموزمبيق وغينيا لمدة 13 عاماً والتي انتهت فى 1974 اثناء تم الانقلاب على الدولة الجديدة فى لشبونة والإطاحة بحكومتها.

كان لويس الذي ينتمي لعائلة متعلمة قد بدأ يملس خطواته الأولى فى عالم كرة القــدم، قبل ان يصيبه مرض غريب فى قدميه منعه من مزاولة كرة القــدم 3 أعوام، إذ قــال الأطباء لوالديه إن الطفل الصغير سيودع الحياة بسـبـب مرض الفرفرية” التي أصابت قدمي كاسترو، وهي نقص فى الصفائح الدموية أو التهاب فى الأوعية الدموية وتعد أكثر فتكاً من النمشات والكدمات، وهو أحد الأمراض التي قادت الموسيقار المعروف فولغانغ أماديوس “موزارت” فى القرن السابع عشر إلى مثواه الأخير.

نجا لويس من الموت وكذلك نجت مسيرته الكروية من الانهيار قبل انطلاقها، لعب وهو بعمر 15 عاماً مع فريق فييرنيسي المحلي، وبعد عام انتقل إلى يونياو ليريا، لكن مسيرة الظهير الأيمن كلاعب لم تكن جذابة، إذ استمرت 17 عاماً، ســاهم فى دورى الطليعة فى 3 منها فقط دون ترك بصمة تذكر.

يقول لويس كاسترو فى حوار مع “مايش فوتبول”: مرضي أصبح مصدر قوتي، أصبحت أنظر إلى جميع الأمور فى الحياة بشكل مختلف، وأن أتعامل بهدوء، بينما قــال مجموعه من لاعبيه إنه يعرف يبتسم مع من ويصرخ بمن ومتى يفعل ذلك لاقتناعه بأن كل لاعــب أتى من بيئة وثقافة مختلفة عن الآخر.

فى فريقه الأخير كلاعب وهو أغويدا، كان كاسترو القائد لمدة 7 أعوام، ولماذا ذلك؟ يقول زميله فيكتور بونتيس فى ذلك النادى: لويس شخص لديه قيم ومبادئ، يعرف كيف يستمع للآخرين وهو شخصية قوية وودودة فى ذات التوقيت، مثقف ومتعلم، كان يقول ما يفكر به بكل وضوح وصراحة، إنه قائد بالفطرة.

ترصد كاسترو لدراسة الفيزياء فى درجة البكالوريوس فى جامعة كويمبرا بكلية العلوم والتكنولوجيا، لكن حبه لكرة القــدم انتصر على طموحه العلمي وأعاده إلى الرسومات التكتيكية والمؤتمرات الصحفية بعد عامين من الدراسة ليصبح مدربا لأغويدا قبل ان يبدأ صنع اسمه فى سانجوانينسي موسم 2003-2004.

يتذكر مساعده لويس سيموس بدايات الطريق مع سانجوانينسي ويقول: كنا سنواجه جيل فيسنتي فى كـأس البرتغال، فالخصم أقوى بكثير منا لكن ترصد لويس كاسترو إلى اللاعبــين فى الوقت المناسب وتحدث لهم عن قصة مرضه ونجاته من الموت وإذا استطاع هو البقاء على قيد الحياة، فهم قادرون على الفــوز، وهو ما حدث.

وقضى كاسترو أغلب مسيرته فى الفئات السنية لبورتو البرتغالي، وانتقل بعدها إلى ريو آفي فى موسم 2016-2017، وبعد موسم إلى تشافيز واحتاج نفس الفـترة للانتقال إلى فيتوريا غيمارايش قبل ان يستقر أكثر من موسم للمرة الأولى فى مسيرته عندما تولى تـدريــب شاختار دونيستك الأوكراني بين عامي 2019 وحتى 2022، وهناك حصل بطولته الأولى كبطل للدوري فى أوكرانيا وأثار إعجاب العالم عندما هزم ريال مدريد فى دورى أبطال أوروبا، وانتقل إلى الدحيل القطري فى أغسطس 2021 لمدة 5 أشهر حصل خلالها كـأس الأمير، وفي مارس من العام الماضي تولى تـدريــب بوتافوغو والذي حصل معه بطوله كـأس ريو.

يستمد الرجل الستيني قوته من مرضه الذي كاد يودي بحياته قبل 50 عاماً، ورداً على سؤال حول ما إذا كان يشعر بالضغط بعدما قلص بالميراس الفارق النقطي مع فريقه بوتافوغو متصدر الدورى البرازيلي: لو عرفت قصة حياتي لما سألتني عن الضغط، ضغط من أجل الفــوز بمباراة؟ لا طبعاً لا أشعر بذلك ولا حتى لاعــبي، نريد ان نقدم افضل ما لدينا بغض النظر عن بالميراس.

احمد سعدالدين

صحفى يعمل لدى موقع العمدة سبورت متخصص فى نقل الاخبار الرياضية وجميع الاخبار بالاضافة الى كتابة مقالات متنوعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P