تيليس.. بيكهام “المدلل” صاحب “هـدف ذهبي” خارج ارضية الملعب
سجل البرازيلي أليكس تيليس “هدفا ذهبيا” ربما هو الأغلى فى مسيرته وما بعدها، إذ لم ينس الطفل الذي لم يعاني فى أيامه الأولى، ابناء بلدته الفقراء بعدما احترف كرة القــدم.
وأعلن النصر يـوم الأحد عن ضـم لاعــب مانشستر يونايتد السابق بعقد يمتد حتى 2025 ليصبح الصفقة الأجنبية الثالثة هذا العام بعد الكرواتي بروزوفيتش والإيفواري سيكو فوفانا.
النشأة والأصول
ولد أليكس نيكولوا تيليس فى أسرة من الطبقة المتوسطة، لأبيه جوزيه وأمه كلاوديت فى مدينة كاكسياس دو سول، وهي ثاني أكبر مناطق مدينة ريو راندي دو سول، وهو الأخ الأصغر لشقيقته موريسو.
وينحدر تيليس من أصول إيطالية حيث ولد جده، فى الواقع تنحدر مدينته بأكملها من إيطاليا، إذ هاجر الطليان فى القرن التاسع عشر إليها وأنشأوا حينذاك بلدة صناعية كبيرة.
ووفقا لموقع “مباشر بلوغر” المتخصص فى السير الذاتية، كان أليكس الطفل المدلل الذي لم يكن يمر عليه يـوم دون ان يحصل على الحلويات والألعاب الجديدة، ولا تتذكر شقيقته أنها رأته يبكي سابقا أثناء طفولته.
مسيرة كرة القــدم
كحال أي طفل برازيلي ولد وولدت معه جينات حب الكره، بدأ أليكس ممارستها فى الشارع مع أطفال الحي، يوما بعد آخر اقتنع بأنه يريد ان ينقل مهاراته إلى مستوى احترافي ويبدأ مسيرته مع اللعبة.
انضم لأكاديمية فريق يوفنتود فى 2007 متدرجا فى الفئات السنية حتى وصل للفريق الاول، وساهم بفوز فريقه مرتين بكأس مقاطعة ريو غراندي دي سول.
انتقل إلى غريميو عام 2013 وانتصر بجائزة افضل ظهير أيسر فى الدورى البرازيلي بالعام ذاته، ثم إلى تركيا وأحد عمالقتها غلطة سراي الذي توّج معهم بـ 4 بطولات.
بعد رحلته فى تركيا، حان وقت المحطة الأهم فى مسيرة تيليس هناك فى مدينة بورتو البرتغالية، ســاهم مع فريق المدينة فيما يقارب الـ 200 مباراه، مسجلا 26 هدفا وصنع 57 آخرين، انتصر بـ 4 كؤوس ودخل تشكيلة الدورى البرتغالي المثالية فى 3 مواسم متتالية.
فى أكتوبر 2020 اعلن مانشستر يونايتد حصوله على خدمات الظهير البرازيلي، لكنه لم يكن موفقا ولم يقدم المستوى المرجو منه، أعير إلى إشبيلية العام الماضي فأعاد اكتشاف نفسه وحقق لقب الدورى الأوروبي.
ندبة ترمز لقصته
إذا نظرت لوجه تيليس يمكن بسهولة ملاحظة ندبة كبيرة فى الجانب الأيسر من رأسه، قــال عنها اللاعب الفخور بها: إنها ترمز لقصتي ومسيرتي.
تعود الحادثة إلى عام 2013 حينما التحم البالغ من العمر 19 عاما حينها تيليس مدافـع غريميو برأسه فى الهواء مع منافسه فى فريق إنترناسيونال.
كسر أنفه وعظام وجنتيه ومحجر عينه دفعة واحدة. نتيجه لذلك، أُجبر على الخضوع لعملية جراحية شهدت إدخال صفائح ومسامير معدنية فى وجهه.
تحدث طبيب غريميو عن تلك الواقعة قائلا: كان قلقًا ومنزعجًا. قضى ثلاثة أشهر يتعافى. لكنه لاعــب يتمتع بقوة ذهنية كبيرة، وكان يحظى بدعم عائلته والنادي، ما ساعده على العودة أقوى”.
“بيكهام البرازيلي”
لعب تيليس مباراته الأولى بشعار مانشستر يونايتد فى حديقة الأمراء ستاد باريس سان جيرمان، ســاهم فى 67 دقيقة وساهم فى انتصار فريقه بهدفين لهدف خارج قواعده بدور مجموعـات دورى أبطال أوروبا موسم 2020-2021.
تدرب أليكس مرتين فقط مع النادى قبل المباراه لكنه قدم أداء مبهرا، إذ كان أكثر اللاعبــين فى المباراه صناعة للفرص وتوزيعا للعرضيات.
جماهير مانشستر يونايتد على منصة “تويتر” كتبت حينها: عرضيات تيليس هذه تخبرنا بأننا وقعنا مع بيكهام البرازيلي، وقال آخر: الدموع فى عيني، أخيرا لدينا ظهير يمكنه تنفيذ تمريرة عرضية جيدة، ناهيك إلى افتقارنا بشكل يائس لمنفذ جيد للركلات الركنية، لمسات تيليس من رائحة بيكهام.
وزاد مشجع: لم أر ركلات ركنية مثل هذه منذ رحيل بيكهام عن النادى.
ماذا تتوقع منه كلاعب؟
سئل تيليس عن رأيه فى نفسه كلاعب وما الذي يحب ان يفعله داخل ارضية الملعب، فى أول مقابلة إعلامي مع موقع مانشستر يونايتد الرسمى فور توقيعه للفريق، وأجاب:
“أعتقد أنني لاعــب ذكي للغاية، متخصص فى الركلات الثابتة، دائمًا ما أبحث عن فرص لخلق الخطورة أو صناعة الأهداف”.
“أحب ان يصفني الناس بأنني مدافـع مختلف، لأنني أحب تسجيـل الأهداف، فى التـدريبـات أخصص وقتا كثيرًا للتدرب على الركلات الثابتة، بخلاف الالتزام الدفاعي اعتدت ان أضيف جوانب أخرى لطريقة لعبي لأكون لاعــب متنوع القدرات”.
تيليس ورونالدو.. زميلان فى مانشستر والرياض
زامل لاعــب النصر الجديد قائد فريقه الحالي كريستيانو رونالدو فى مانشستر يونايتد، ولعبا 21 مباراه سويًا بجميع المسابقات أثناء موسم 2021-2022.
حققا الفــوز 11 مرة، وخسرا 5 ماتشات وتعادلا فى مثلها.
صنع تيليس هدفين لرونالدو، الاول كان هـدف الفــوز للشياطين الحمر على توتنهام فى المباراه التي انتهت بثلاثة اهداف لهدفين، والثاني كان فى مرمي نوريتش فى انتصار اليونايتد بالنتيجة ذاتها.
مشاريعه الخيرية
يمتلك تيليس مشروع خيري أطلق عليه “غول دي أورو” أو الهدف الذهبي، يهدف إلى مساعدة من 60 – 70 طفلا من مسقط رأسه بشكل سنوي، بداية من التعليم وصولا بتدريبات كرة القــدم وحتى الدعـم النفسي.
قــال عنه اللاعب فى حوار مع الويب الرسمى لفريقه السابق مانشستر يونايتد: أعتقد ان لدينا تأثيرًا كثيرًا على الآخرين، ليس فقط الأطفال ولكن الناس بشكل عام. أي شخص يلعــب كرة القــدم يعرف مدى صعوبة الوصول إلى ما نحن فيه. نحاول ان نكون قدوة للأطفال فى حياتنا اليومية.
“هذا المشروع يمنحني شعور لا يمكن وصفه، من المهم بالنسبة لي ان يلعــب الأطفال كرة القــدم ويهتمون بدراستهم، البذور التي أزرعها هناك لها مكانة خاصة فى قلبي”.