تصريحات شيخ الأزهر حول تجديد الخطاب الديني تثير جدلا واسعا
كتب-مصطفي عمارة
فيما أعتبر المراقبون تحولا في موقف شيخ الأزهر من قضية تجديد الخطاب الديني أثارت تصريحات شيخ الأزهر منذ أيام في برنامجه اليومي الذي يقدمه عبر التلفزيون من ضرورة عدم تقديس التراث الفقهي باعتبار أن ذلك يؤدي إلى الجمود وقتل ملكية التفكير جدلا واسعا خاصة أن الإمام الأكبر كان من أكثر المدافعين خلال الفترة الماضية عن ضرورة التمسك بالتراث الفقهي وعدم المساس به ، وفي أول رد فعل على تلك التصريحات أوضح د. سعد الدين الهلالي الأستاذ بجامعة الأزهر والذي يعد من أكثر المنادين بضرورة تجديد الخطاب الديني وعدم التمسك بالتراث أن خطاب شيخ الأزهر تجاه التراث والخطاب الديني يعد تحولا واضحا في موقفه وأرجع د. الهلالي هذا التحول إلى خطابات ألقيت بالخارج كان لها الفضل الأكبر في هذا التحول ، وفي المقابل أوضح عدد من علماء الأزهر أن التجديد لا يعد تفريطا في الدين ولكنه يعني الجمع بين التيسير ومقاصد الشريعة وأن الإجتهاد في القضايا المعاصرة لابد أن يكون جماعيا ، وفي هذا الإطار أكد الشيخ علي خليل أمين عام هيئة كبار العلماء سابقا أن ما طرحه الإمام الأكبر ليس جديدا بل تناوله في أكثر من محفل علمي خلال السنوات الماضية من أن التجديد ليس تفريطا في الدين ولكن في الجمع بين التيسير ومقاصد الشريعة ولكنه أراد من خلال حديثه النزول إلى أرض الواقع وتحديد القضايا والموضوعات ذات الأولوية التي تحتاج إلى تغيير من خلال استطلاع رأي الوزارات والمؤسسات في القضايا التي تحتاج إلى تغيير ، فيما أشاد أبو زيد سلامة الباحث الشرعي بهيئة كبار العلماء برؤية شيخ الأزهر في ضرورة التعامل مع المشكلات والقضايا محل الخلاف من خلال الاجتهاد في الأزمات المعاصرة على أن يكون ذلك من خلال التشاور الجماعي بين كبار علماء المسلمين ، وفي الوقت نفسه أوضح د. عبد المنعم فؤاد المشرف على الرواق الأزهري أن شيخ الأزهر لم يغير موقفه كما يدعي د. الهلالي لأن الأزهر لا يمكن أن يرفض التراث بل يحترم هذا التراث وهو حارس أمين عليه ولكنه في نفس الوقت لا يقبل جموده وعدم استيعابه لقضايا العصر .