د/ أيمن الرقب القيادي بالتيار الإصلاحي لحركة فتح والمحلل السياسي في حوار خاص
– أبو مازن يتحمل المسئولية الأكبر في إفشال الحوار الفلسطيني .
– الهدنة الحالية بين إسرائيل والفصائل هشة وأتوقع انهيارها في أي وقت .
عاد التوتر مرة أخرى إلى الأراضي الفلسطينية مع استمرار استفزازات المستوطنين الإسرائيليين ضد المصلين في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وتهديد الفصائل الفلسطينية بالرد على تلك الاستفزازات ، ومع استمرار الجهود المصرية لمنع انفجار الموقف مرة أخرى أدلى د. أيمن الرقب القيادي بالتيار الإصلاحي لحركة فتح والمحلل السياسي بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره تجاه التطورات الأخيرة :-
– عقب انتهاء جولة القتال الأخيرة بين إسرائيل والفصائل ، هل ترى أن التيار الإصلاحي كان أبرز الخاسرين بعد تقلص نفوده في قطاع غزة ؟
مما لاشك فيه أن حركة حماس هي المستفيد الأكبر من تلك الحرب بالإضافة إلى حركة الجهاد في الوقت الذي تراجعت فيه الفصائل الأخرى بما فيها التيار الإصلاحي ولكن لا نستطيع أن نجزم بمن تقدم إلا إذا أجريت الإنتخابات لأنها الفيصل وهي التي تحدد بدقة من حقق التقدم ولكن للأسف فإن الرئيس أبو مازن أجل الإنتخابات لأنه يدرك أن التيار الإصلاحي الذي مورست ضده كل الممارسات القانونية وغير القانونية لإفشال ترشحه تجاوز كل المحاولات والضغوط بما فيها ضغوط المحكمة لمنع ترشحه إلا أن التيار الإصلاحي استطاع تمرير قائمته بشكل قانوني وهو أمر أزعج أبو مازن ودفعه لتأجيل الانتخابات وبالتالي وكما قلت أن حسابات الربح والخسارة تتحدد من خلال صندوق الإنتخابات والتيار الإصلاحي استطاع ترميم قواعده وبالتالي فلا نستطيع أن نقول أنه أبرز الخاسرين .
– وما هو الدور الذي يلعبه التيار الإصلاحي في تقديم المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة ؟
التيار الإصلاحي الديمقراطي منذ أن أسس قواعده شكل مؤسسة تكافل شاركت فيه معظم الفصائل باستثناء أبو مازن وهي تقدم العديد من الخدمات للشعب الفلسطيني وكان يمكن أن تقدم خدمات بالضفة ولكن السلطة منعته من ذلك واعتقلت أبنائه في القدس ورغم أنه قدم خدمات للشعب في القدس إلا أن الأمر لم يتم بطريقة مثالية ولكن في غزة كان الأمر أيسر لأن حماس عضو في لجنة التكافل وتنوعت الخدمات التي نقدمها بين مساعدات غذائية وتفويض أراضي زراعية ومباني ومساعدات للجرحى وكان آخر ما قدمناه نجاحنا في إدخال لقاح كورونا لأهالي غزة .
– وما صحة الأنباء التي ترددت أن السيد محمد دحلان يعمل لتنفيذ أجندة إماراتية لإفشال الدور المصري لصالح الإمارات ؟
هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة تحاول السلطة ترويجها لإفشال أي محاولة لترتيب البيت الفلسطيني وترميم حركة فتح ونعتقد أن مصر تفهم ذلك ويوجد علاقة قوية بينها وبين التيار الإصلاحي ومحمد دحلان والإمارات وهي علاقة قائمة على الإحترام والعمل للصالح العام ولقد حاولت مصر وكثير من الدول تحقيق المصالحة ولكنها كانت تفشل بسبب رفض أبو مازن كافة الوساطات .
– وهل ترى أن الحرب الأخيرة أسقطت أجندة الدول التي سارعت بالتطبيع مع العدو الصهيوني ؟
كنا نتمنى بعد اندلاع الحرب الأخيرة أن تقوم الدول التي طبعت مع العدو الصهيوني بتجميد التطبيع ولكن هذا لم يحدث متجاهلة الهتافات التي رددتها مسيرة الإعلام الصهيونية ضد العرب وضد الرسول ومرددة الموت للعرب وكان هذا موقف واضح لدعاة التطبيع بأن الصهاينة سوف يظلوا دائما على عدائهم للعرب لذا فإن كل هذا يدفعنا للتمسك بعمقنا العربي لأننا لن نجني شيئ من التطبيع حتى الحكومة الإسرائيلية الجديدة ترفع شعار سلام مقابل سلام وليس سلام مقابل أرض .
– ومن الذي يتحمل مسئولية فشل الحوارات الأخيرة التي جرت بالقاهرة ؟
الحوارات الأخيرة بالقاهرة بين حركتي فتح وحماس والتي أجرتها مصر بشكل منفرد مع الطرفين لحل المشاكل قبل جلسة الحوار الشامل ولكننا فوجئنا بموقف السلطة بالإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية وإسقاط فكرة الإنتخابات بشكل كامل وهذه الحكومة يجب أن تعترف بشروط الرباعية وهي الإعتراف بإسرائيل وهي التي ستشرف على إعمار قطاع غزة والملف السياسي إلا أن حماس رفضت ذلك حتى فكرة تشكيل حكومة تكنوقراط والتي طرحتها مصر كحل وسط لم تلقي تجاوب وتمسكت حماس بتفعيل إطار منظمة التحرير ليكون مشرف على الحالة السياسية ورغم أن الطرفين يتحملان مسئولية فشل الحوار إلا أن أبو مازن يتحمل المسئولية بصورة أكبر لأنه كان يمكنه إنهاء الانقسام بإجراء الإنتخابات وأعتقد إننا بدون العودة لممارسة المشروع الديمقراطي بانتخاب برلمان ورئيس ومجلس وطني فأننا سوف ندخل في مرحلة جديدة من التسيب ولن نصل إلى مصالحة وطنية حقيقية.
– وهل تتوقع عودة أعمال العنف مرة أخرى في ضوء استفزازات المستوطنين الإسرائيليين ؟
كل المتابعون للموقف يدركون أن تلك الهدنة هشة قد تنهار في أي لحظة وكان يمكن لمسيرة الاعلام أن تؤدي إلى ذلك لولا تدخل مصر التي طلبت من الفصائل ضبط النفس ورغم أن الإحتلال أستمر في استفزازاته إلا أن رد الفصائل كان محدودا إلا أنه في حالة إقدام الإحتلال على إغتيال أي شخصية فلسطينية بارزة او قامت الفصائل بعملية كبيرة فأنه من المتوقع عودة أعمال العنف بشكل واسع .
– وكيف ترى تأثير انتخاب حكومة إسرائيلية جديدة على عملية السلام ؟
لن يحدث أي جديد لأن الحكومة الإسرائيلية تتفق على مشروع واحد وهو عدم التنازل عن أراضي عام 67 فلا يوجد فرق بين تينيت ونتنياهو لأنهم جميعا يقدمون التطرف ضد الشعب الفلسطيني لكسب أصوات اليهود في الإنتخابات .
– وهل ترى أن حماس أخطأت بتقاربها مع إيران في ظل التوترات القائمة بين إيران ودول الخليج ؟
حماس تسعى إلى تحقيق الإستفادة في كل الأطراف بما فيها إيران والتي قدمت لحماس مساعدات أثناء الحرب سواء مساعدات مالية أو عسكرية .
– في النهاية ما هي توقعاتكم بالنسبة لمستقبل القضية الفلسطينية خاصة بعد وصول إدارة أمريكية جديدة ؟
أتوقع أن تسعى إدارة بايدن إلى عقد مؤتمر دولي للسلام قبل نهاية هذا العام على أساس حل الدولتين وهو الأمر الذي سوف ترفضه الحكومة الإسرائيلية والتي أتوقع انهيارها خلال 6 أشهر لذا فإننا يجب أن لا نعول على تلك الإدارة والحل يكمن في إعادة ترتيب البيت الفلسطيني لمواجهة التحديات القادمة .
حاوره/ مصطفى عمارة