قد تكون مباراه ديربي الغضب مقابل الجار الإنتر، مساءا غد الأحد، هي آخر ما يتمناه أنصار فريق ميلان بعد أسبوع عاصف مليء بالأحداث الساخنة داخل وخارج المستطيل الأخضر بالنسبة للروزنيري، حيث تسارعت الأحداث كثيرًا فى الساعات الاخيرة، ولاسيما على صعيد الميركاتو الشتوى مع رحيل المهاجم الإسباني ألفارو موراتا إلى غلطة سراي التركي على سبيل الإعارة، واقتراب عدد آخر من اللاعبــين من المغادرة أيضًا، وفي مقدمتهم قائد النادى دافيدي كالابريا وفيكايو توموري فى الوقت الذي تشير فيه التقارير إلى قدوم لاعبين جدد كالبرتغالي جواو فيليكس وسانتياغو خيمينيز فى توقيت حساس من العام.
وكانت شرارة بداية الأحداث قد انطلقت بعد صافرة النهاية لمباراة ميلان مقابل بارما فى ستاد سان سيرو، والتي انتهت بفوز صعب للغاية للروزينيري تحقق فى الدقائق القاتلة من زمن اللقــاء، بعد ان قلب النادى تأخره بهدفين لهدف إلى انتصار بثلاثة اهداف لاثنين، ليندلع نقاش حاد بين المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو وقائد ميلان الدولى الإيطالي كالابريا، كاد يتطور إلى عراك بالأيدي لولا تدخل لاعــبي النادى.
ليتواصل القلق والتوتر بعد أداء مخيب للآمال من قبل الروزنيري فى الجولة الختامية لدوري الأبطال مقابل دينامو زغرب الكرواتي، انتهى بفوز الأخير (2-1)، علمًا ان فوز ميلان بهذه المباراه على حساب بطل كرواتيا كان سيمنحه بطاقه عبور مباشرة إلى الدور ثمن النهائى من المسابقه الأوروبية، ويجنبه (ويلات) الملحق التأهيلي الذي وقع فيه فى مواجهه فيينورد الهولندي، ومن ثم فى مواجهه مرتقبة أخرى سيكون طرفها الآخر أرسنال الانجليزي أو الإنتر (مرة أخرى).
ديربي الغضب كلاكيت ثالث مرة
ستكون موقعة الأحد التي تعد إداريًا بضيافة ميلان حيث سيحظى بالجزء الأكبر من مدرجات ستاد سان سيرو، هي المواجهة الثالثة التي تجمع الفريقين فى العام الحالي، علمًا ان الروزنيري استطاع من الفــوز فى المباراتين السابقتين، فى بطوله الدورى وكذلك فى كـأس السوبر الإيطالية.
وشكل مباراه ديربي الغضب فى الذهاب بين الفريقين طوق نجاة للمدرب السابق لميلان البرتغالي باولو فونسيكا، بعد بداية بطيئة فى العام حصل فيها انتصارًا واحدًا فى أربع ماتشات، وتلقت شباكه من خلالها ستة اهداف فى أول ثلاث جولات.. ليصبح مصير فونسيكا الذي تم الاتفاق معه فى الصيف الفائت خلفًا لستيفانو بيولي على التحدي بشكل أسرع مما كان يتوقعه البعض، لكن الفــوز فى مباراه الديربي بهدفين لهدف (والذي أوقف سلسلة من ستة انتصارات متتالية للنيرازوري فى ديربي الغضب) أطفأت النار قليلاً فى الميلانيلو، ومنحت فونسيكا بعض الهواء النقي من أجل مواصلة العمل ولو إلى اثناء.
وقبل أيام من انطلاق مسـابقـات كـأس السوبر الإيطالية، حسمت اداره النادى اللومباردي أمرها، بإقالة فونسيكا وتعيين مواطنه سيرجيو كونسيساو، الذي وجد نفسه مقابل أيام قليلة فقط من أجل بث الروح فى صـفوف النادى، وتجنب أي (هزة سريعة) فى كـأس السوبر، وبالفعل نجح ميلان فى تسجيـل الريمونتادا مرتين، أولاً على حساب يوفنتوس، وثانيًا فى ديربي الغضب على حساب الإنتر فى المباراه النهائيـه، التي سمحت لميلان بأن يتوج بلقب المسابقه التي غابت عن خزائنه منذ العام 2016، ويعادل رقم الإنتر فى عدد مرات الفــوز بالالقاب (8 مرات)، ويتنفس الصعداء فى بداية مشوار النادى مع مدربه الجديد.
فرصة مثالية
وعلى بعد ساعات من موعد مباراه ديربي الغضب رقم 182 بين الفريقين فى السيرا A، تتلبد سماء فريق ميلان بالغيوم السوداء جراء الحركة النشطة فى سوق الصفقات، والتي فاجأت المزيد من أنصار النادى، بسـبـب توقيتها الصعب.
وبدا ان كونسيساو قد اتفق مع المدير الرياضي السويدي زلاتان ابراهيموفيتش على الضرب بيد من حديد، لإعادة النظام إلى غرفة الملابس قبل الدخول فى معترك (الحصاد) للموسم الحالي.
وبالرغم من ان ميلان يبدو بعيدًا للغاية عن المنافسة على لقب الكالتشيو فى العام الحالي، إلا أنه سيكون بمقدوره ان يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، فى ديربي الغضب مقابل جاره الإنتر، حيث سيمنحه الفــوز جرعة معنوية عملية فى اطار التنافس على المـركـز الرابع فى بطوله الدورى، كما أنه سيعيد النادى إلى السكة الصحيحة قبل مواجهه روما فى ربع نهائي مـسابقـه الكأس، إضافة إلى ان الفــوز على الإنتر للمرة الثالثة فى موسم واحد يعد أمرًا مهمًّا للغاية، لا سيما وأن النيرازوري يعد وبشهادة المزيد من النقاد واحدًا من افضل الفرق فى أوروبا حاليًّا، حيث يتميز بانضباط تكتيكي وخط دفاع حديدي، إضافة إلى ان تشكيلته تضم العديد من نجوم الصف الاول.