تحدث الكرواتي ديان لوفرين مدافـع باوك اليوناني عن تجربته مع ناديه الجديد، مثنيًا على العمل الذي يقوم به الهولندي آرني سلوت المدير الفنى لفريقه السابق ليفربول الانجليزي.
وأجرى العمدة سبورت حوارًا حصريًا مع لوفرين حيث نُشر الجزء الاول والذي تم التركيز فيه بشكل أكبر على علاقته بصديقه المصرى صلاح زميله السابق فى صـفوف “الريدز”، وهو الذي تداولته الصحف والمنصات العالمية بشكل واسع، نقلًا عن منصة العمدة سبورت.
لوفرين يبدي انطباعه عن دورى روشن ويوجه سؤالًا لمواطنه مودريتش
نستعرض فى الجزء الثانى لحوار لوفرين الوحيد، مسيرته مع باوك، أيضًا رأيه فى الدورى السعودي، كما يتحدث عن زميله ومواطنه لوكا مودريتش قائد ريال مدريد الإسباني.
بلد حديث، دورى وفريق حديث.. حدثنا عن تجربتك مع باوك؟
لقد تعرضت لإصابة قوية فى الكاحل، لكن عملية التعافي تسير بشكل جيد. الوضع يتحسن، ولكن الأمر سيستغرق بعض الوقت، أعتقد حوالى 3 إلى 4 أسابيع أخرى، لكني آمل ان أعود إلى ارضية الملعب قريبًا.
هناك المزيد من الأشياء الجديدة، ثقافة مختلفة. فى كل مكان لعبت فيه، سواء فى إنجلترا أو روسيا أو فرنسا، كانت هناك ثقافات مختلفة تمامًا، أيضًا، هناك أمور تعجبني فى اليونان، خصوصًا الطعام والجو، والناس هناك ودودون جدًا، لقد استقبلوني بحفاوة، وهم متحمسون جدًا لكرة القــدم.
وأضاف لوفرين “لقد جئت إلى هذا النادى لألعب، وأعلم ان مسيرتي لن تستمر لـ 5 أو 6 سنـوات أخرى، فأنا أدرك ان الطبيعة تأخذ مجراها. بعض اللاعبــين يستطيعون تمديد مسيرتهم، وبعضهم يكون محظوظًا بالاستمرار حتى سن الأربعين، لكنني أؤمن بأنني قادر على اللعب لعامين آخرين على مستوى احترافي عالٍ، ولهذا السبب جئت إلى هنا، لألعب وأستمتع بكرة القــدم. لا أريد ان أقضي سنواتي الاخيرة فى نادٍ عظيم فقط لأجلس على مقاعد البدلاء دون أي دور فعلي. أشعر أنني ما زلت قادرًا على تقديم شيء لكرة القــدم، وهذا هو السبب وراء قدومي.
وهل لديك خطة لما بعد الاعتزال؟ هل تفكر فى التدريب أو أي دور آخر فى كرة القــدم؟
فى هذا السياق قــال لوفرين : “نعم، لقد بدأت التفكير فى الخطوة التالية بعد اعتزالي. إحدى أولوياتي هي الحصول على رخصة التدريب الاحترافية، وبعد ذلك سأرى ما إذا كنت سأواصل فى هذا المجال. أعتقد أنك بحاجة إلى الشغف لتصبح مدير فنيًا، والآن ما زلت أفكر كلاعب، لكن سيأتي يـوم سأشعر فيه بأنني جاهز لهذه الخطوة، لكن كما تعلم، هناك العديد من اللاعبــين الكبار الذين لم ينجحوا كمدربين، والعكس صحيح، هناك لاعبون لم يكونوا بارزين ولكنهم أصبحوا مدربين كبارًا. لا توجد قاعدة محددة لهذا الأمر، سنرى ما سيحدث.. يستلزم ان يكون لديك الحافز الداخلي لتقول: “أنا أريد هذا حقًا”.
وأردف: “لم أصبح لاعــب كرة قدم محترفًا من أجل المال، بل لألعب فى أكبر الالقاب وأحقق الالقاب. هذا كان شغفي وما زال كذلك، لكن لكي تصبح مدير فنيًا، تحتاج إلى عقلية مختلفة، لأنك لن تكون داخل ارضية الملعب، بل ستضع بصمتك على النادى بأسلوب آخر”.
كنتَ جزءًا من فريق ليفربول الذي استعاد الالقاب بعد سنـوات من الغياب. ما افضل ذكرياتك مع ليفربول؟ وما معنى ان تكون لاعــبًا فى هذا النادى الكبير، واللعب مقابل جماهيره؟
بصراحة، افضل شيء بالنسبة لي هو أنني كنت جزءًا من رحلة تطور النادى.. لقد نضجت مع النادى ومع النادى، كلاعب وكشخص، خاصة أثناء حقبة يورغن كلوب التي شهدت تغييرات كبيرة، رأيت الأيام الصعبة، ولكنني أيضًا شهدت أجمل الأيام.. هذا ما يجعلني فخورًا بأنني كنت جزءًا من هذه الرحلة وأسهمتُ فى تطور النادى. بالطبع، الفــوز بالألقاب أمر رائع، ولكن الشعور بأنك كنت جزءًا من بناء شيء مميز كما لو أنك تنظر لابنك أو ابنتك الصغيرة وهما يكبران، ذلك شيء يجعلك فخورًا، كل ذلك هو ما يجعل التجربة ممتازة، أيضًا تحقيق الالقاب.
وتابع المدافع الكرواتي: “أما عن الجماهير، فما الذي يمكنني قوله؟ مجرد الحديث عنهم يجعلني أبتسم كما ترى! إنهم استثنائيون، لم أرَ مثل هذا الحب والشغف فى أي مكان آخر، لقد رأيت مشجعين يوشمون أجسادهم بشعار النادى، ويخبرونك أنهم يشجعون ليفربول منذ اليـوم الاول، وهذا شيء لا يمكن فهمه بسهولة. عندما ترى مشجعين من الصين، إندونيسيا، مصر، وأمريكا، تدرك ان ليفربول ليس مجرد نادٍ، إنه ظاهرة عالمية”.
ماذا عن تجربتك مع منتخـب بلادك؟ لقد وصلت إلى نهائي كـأس العالم مع فريق لم يتوقع أحد وصوله إلى تلك المرحلة.
فى هذا الصدد قــال لوفرين :”كل ذلك كان بفضل الإيمان بقدراتنا، والثقة فى أنفسنا، وبالطبع بمساعدة الله. لا يمكننا نسيان ان كل شيء يحدث لسبب ما، وأعتقد ان وصولنا إلى تلك المرحلة كان له هـدف معين.. نحن بلد ضئيل لا يتجاوز عدد سكانه 3.8 ملايين نسمة، ولكن فى السنوات الاخيرة، حققنا إنجازات ممتازة ليس فقط فى كرة القــدم، بل أيضًا فى كرة اليد والتزلج وحتى الرياضات المائية، تخيل أننا نحقق بطولاتًا فى التزلج، رغم أننا لا نملك جبالًا للتزلج! أعتقد ان هذه موهبة منحنا الله إياها، نحن أمة صغيرة بإمكانات رياضية هائلة”.
الآن ليفربول لديه مدير فني حديث، آرني سلوت. كيف ترى أداءه بعد يورغن كلوب؟
بصراحة، لقد فاجأني! لم أتوقع ان يبدأ بهذه القوة، تقريبًا، إنه يفعل نفس الأشياء التي فعلها كلوب، حتى سمعت من اللاعبــين أنه يهتم بالتفاصيل الـدقيقـه أكثر مما كان يفعل كلوب، وهذا أمر رائع. أنا فرحان جدًا بما يقدمه، ولكنني متفاجئ أيضًا بما يحققه وأتمنى ان يسجّل نجاحًا عظيمًا وأن ينهي العام بالطريقة التي يظهرون بها حاليًا.
هل تعتقد ان ليفربول قادر على الفــوز بالبريميرليغ ودوري الأبطال هذا العام؟
أجاب لوفرين بثقة: “لمَ لا؟ كل شيء ممكن، لديهم فريق قوي جدًا، وربما لا يوجد المزيد من الفرق فى أوروبا بمثل هذه الجودة، أعتقد ان بإمكانهم فعل ذلك، وكما أرى الآن، لا يوجد فريق قادرًا على إيقافهم.
ما الذي يجعل يورغن كلوب مميزًا؟
عدَّد لوفرين مميزات مدربه السابق قائلًا: “لقد كان مميزًا لانه كان يعيش من أجل هذه الوظيفة، من أجل شغفه، عندما تفعل شيئًا تحبه، ستقوم به بكل عاطفة وشغف بنسبة 100%، وستقدمه للاعبين والجماهير والنادي.. لقد فعل ذلك، بالطبع، كانت لديه أيام سيئة، ولكن عندما تنظر إلى الصورة الكبيرة، كان دائمًا هو، كان دائمًا صادقًا، لم يكن يقبل الأخطاء، وكان دائمًا يقول الحقيقة فى وجهك، أحيانًا لم يكن ذلك مقبولًا، ولكن بعد أشهر أو سنـوات، تصل إلى استنتاج ان هذا الرجل كان على حق، وفي النهاية كانت النتيجة الالقاب، وكان دائمًا يركز على النادى، وليس على الأفراد. لم يكن يحب النجوم، بل كان يحب النادى الذي يعمل معًا، ولهذا يورغن كلوب مميز.
وضعية عقد صلاح هي نفس وضعية أرنولد وفان دايك.. ما رأيك فى ذلك الأمر؟
صرّح لوفرين عن وضعية الثلاثي المهم: “لنرَ، هذان اللاعبان لست على تواصل عظيم معهما، لكن أنا أعرف ما يفكر فيه مو، ما مشاعره؟ هؤلاء اللاعبون يستحقون ان يكونوا فى ليفربول.. الثلاثة جميعهم الآن، بصراحة، قدموا المزيد لليفربول، حققوا العديد من الإنجازات مع النادى، وهم من العناصر الأساسية فى التشكيلة، لذا، الثلاثة يستحقون ذلك حقًا. كل شخص يستحق عقدًا حديثًا، لكن كما قلت، هذا وضع مختلف، مع أشخاص مختلفين يتخذون القرارات. لننتظر ونرَ”.
ما رأيك فى الدورى السعودي بشكل عام؟ وهل تلقيتَ عروضًا من المنطقة العربية؟
أجاب لوفرين : “تلقيت شيئًا فى الصيف، أنا منفتح للعب هناك، ربما نلعب هناك معا أنا و”مو” يـومًا ما، يمكنهم بالتأكيد التنافس مع الدوريات الخمس الكبرى، عندما يكون لديك اللاعبون والمدربون والمرافق فى بعض الملاعب والأندية، إنه أمر مذهل لتراه، لكن يستلزم ان تكون أكثر تنافسية، وآمل يـومًا ما ان يتم السماح لعدد من الانديه بالمشاركة فى دورى أبطال أوروبا، أنا أؤمن ان هناك عددًا من الفرق مثل النصر، الهلال، النادي الاهلى، يمكنهم اللعب افضل من بعض الفرق الأوروبية ويستحقون ان يكونوا هناك، سيكون أمرًا مثيرًا، إنه أمر مميز ان ترى كيف يُطوّرون دولتهم، ذهبت هناك مرة وحيدة قبل كـأس العالم فى قطر حيث لعبنا ضد منتخبهم، مكثنا فى الرياض وهي جميلة للأمانة”.
ما رأيك فى النظام الجديد لدوري أبطال أوروبا؟
لقد نشأت على النظام القديم حيث الجميع يعرف ان تلك مجموعه ونلعب الثلاثاء أو الأربعاء، لكن الآن الأمر يبدو كأنك لا تعرف من يلعــب ضد من للأمانة، بالنسبة لي هو نظام محير بعض الشيء لكنني أحتاج ربما للوقت للتأقلم معه.
كيف يمكن ان تصف لوكا مودريتش؟
ختم لوفرين حواره مع منصة العمدة سبورت بالحديث عن مواطنه ونجم “الملكي”، قائلًا: “أتحدث إليه يـومًا بعد يـوم وقلت له: يا رجل، إلى أي وقت تخطط للاستمرار فى لعب كرة القــدم؟ لا أريد ان أعتزل قبلك لأنني سأكون مُحرجًا. ويرد بالضحك علي، لكنه ما زال رائعًا وهذا أمر مدهش، هو ببساطة يبدو عظيمًا على أرض ارضية الملعب، عقليًا أيضًا هو مميز، أعتقد ان كرة القــدم الآن لا يمكن الحديث فيها عن العمر، فهناك لاعبون أصغر فى العشرينيات من أعمارهم يُصابون كل شهرين، لوكا ورونالدو 40 عامًا ولم يُصابا قط، لا يستلزم ان نتحدث عن العمر، فقط الحديث عن الإحصائيات.