المدافعون الأسوأ حظا.. حقائق صادمة عن إصابات الرباط الصليبي

الرباط الصليبي .. الكلمة التي تثير الرعب فى قلوب لاعــبي كرة القــدم على كل المستويات بشك عام، وعلى مستوى الدورى الانجليزي الممتاز هذا العام بشكل حصري، فهي تمثل أخطر إصابات الرياضيين، نظرًا لحساسية منطقه الإصابة وطبيعتها ومدة الغياب، حيث يتجه البريميرليغ نحو تسجيـل عدد قياسي من إصابات الرباط الصليبي الأمامي منذ بدء توثيق بيانات الإصابات.

وفقًا لبن دينيري، رئيس موقع تحليل الإصابات Premier Injuries، كان هناك 10 إصابات فى الرباط الصليبي الأمامي فى الدورى الانجليزي الممتاز حتى الآن هذا العام، مما يضع الدورى فى طريقه لتسجيل رقم قياسي تاريخي فى 2024-25.

هذا العام وحده، كان هناك سبع إصابات فى الرباط الصليبي الأمامي، وأحدثها مدافـع مانشستر يونايتد ليساندرو مارتينيز، وفقًا لتقرير نشرته مجموعه ذا أثليتك واسعة الانتشار.

فى السياق، يبلغ متوسط ​​العدد عبر المواسم الستة بين (2017-2018 و2022-23) 6.3 فقط للموسم الواحد، وبين عامي 2012-2013 (عندما بدأ جمع بيانات الإصابات فى الدورى الانجليزي الممتاز) و2016-2017، كان المتوسط ​​10.4. لكن هذا العام فالدوري الانجليزي الممتاز فى طريقه لإنهاء العام بـ13 اصابة وفقًا لمعدل الإصابات الحالي.

المدافعون الأكثر تعرضًا لإصابة قطع الرباط الصليبي

تسلط الدراسة على ان مركز قلب الدفـاع كان الأكثر تأثرًا من حيث الرباط الصليبي الأمامي ولكن كان هناك أيضًا مجموعه من لاعــبي الوسـط والمهاجمين الذين عانوا من الإصابة المرعبة، ويعد فريق وولفرهامبتون هو النادى الوحيد الذي عانى من أكثر من اصابة واحدة فى الرباط الصليبي الأمامي.

مجموعه ذا أثلتيك تحدثت مع نيك وورث، استشاري العلاج الطبيعي الرياضي ذي الخبرة فى العمل بالأقسام الطبية فى أندية محترفة مختلفة، بما فى ذلك وست بروميتش وفولهام، لشرح أسباب الارتفاع النسبي فى إصابات الرباط الصليبي الأمامي فى الدورى الانجليزي الممتاز هذا العام.

ما الذي يسبب اصابة الرباط الصليبي الأمامي؟

تحدث إصابات الرباط الصليبي الأمامي عادةً عندما يكون هناك وزن زائد على ركبة مثنية قليلاً، وما يحدث هو تمزق أو التواء فى الرباط التصالبي الأمامي، وهو أحد الأربطة النسيجية القوية التي تربط عظمة الفخذ بقصبة الساق (الظنبوب).

يسمع أو يشعر اللاعبون “بفرقعة” فى الركبة عند حدوث اصابة الرباط الصليبي. وقد تتورم الركبة، أو تشعر بعدم الاتزان ويصبح من المؤلم جدًّا تحمل الوزن.

تتطلب الجراحة الاستعانة بجزء آخر من الجسم، إما قطعة من وتر العضلة الخلفية للفخذ أو جزء من وتر الرضفة (الجزء الأوسط من الجزء الذي أسفل الركبة)، يستغرق هذا وقتًا حتى تستقر الحالة ويتعافى اللاعب ويقوى، ولهذا السبب يتطلب التعافي وقتًا طويلاً.

وعما إذا كان هناك فترات معينة فى العام تكون فيه إصابات الرباط الصليبي الأمامي أكثر شيوعًا، أجاب: “ربما لا، لانه يمكن ان يحدث عندما يهبط شخص ما بشكل غريب، أو يلتوي. فى كثير من الأحيان لا يكون ذلك بسـبـب التدخل من لاعــب منافس. غالبًا ما يكون ذلك بسـبـب شخص يستدير أو يغير اتجاهه بسرعة، أو قد يصعد للكرة ويهبط بشكل سيئ”.

وأضاف: “الشيء الوحيد هو أنه فى بعض الأحيان، عندما يكون الناس أكثر تعبًا، فإن التحكم العضلي فى الركبة لا يكون جيدًا. إذا كنت تلعب ماتشات يومي الثلاثاء والسبت لعدة أسابيع، فإن فرص الشعور بالتعب قليلاً تكون أعلى، ولكن يمكن ان يحدث ذلك فى أي وقت”.

وتحدث عن أسباب ارتفاع إصابات الرباط الصليبي هذا العام؟ وعلاقة ذلك بعدم وجود فترة راحة شتوية، ليجيب قائلًا: “إذا نظرت إلى ما حدث على مدار السنوات القليلة الماضية، مع عدد المباريات التي يتم لعبها والوقت الإضافي فى المباريات الآن، وحتى النظر إلى الالقاب الأوروبية الممتدة مع المزيد من المباريات، فإن ذلك يزيد من احتمالية الشعور بالتعب. لكن هذا متواصل منذ سنـوات”.

وأردف: “من الصعب حقًا ان نعرف بالضبط لماذا توجد فترات بها المزيد من إصابات الرباط الأمامي وأخرى تكون فيها هذا النوع من الإصابات قليلة ومتباعدة. ولكن إذا هبطت بشكل سيئ أثناء محاولة الحصول على الكره فقد تتعرض للإصابة، الأمر يتعلق بحركتك أنت، فلا يهم مدى قوة ساقيك، ما دام الرباط الصليبي الأمامي قادرًا على الصمود”.

وزاد: “الملاعب أحيانًا تحدث فرقًا، من حيث الطريقة التي تتفاعل بها الأحذية معها. نوع الألياف داخل ارضية الملعب يعني أحيانًا ان حذاء اللاعب قد يعلق فى الأرض وتحدث الإصابة. سوء أرضية ارضية الملعب قد تتسبب فى تلك الإصابات الخطيرة”.

 دور العمر فى إصابات الرباط الصليبي الأمامي

تحدث وورث عن هذا الأمر قائلًا: “إنها ليست مشكلة بالضرورة ولكن مرة أخرى كلما تقدمت فى السن وكلما لعبت المزيد من المباريات، تزداد احتمالات تعرضك للإصابة أكثر. بالتأكيد فى سن الثلاثين وما فوق ربما تكون أكثر عرضة لأنك أقل مرونة فى الحركة وربما أكثر إرهاقًا”.

وأوضح: “لن تتعافى بسرعة مثل شخص يبلغ من العمر 25 عامًا، على سبيل المثال. لذا أعتقد ان هذا يلعــب دورًا ضئيلًا، ولا ينبغي تجاهله، لكنني لا أعتقد أنه فقط لأنك عظيم فى السن يعني أنك ستكون أكثر عرضة للإصابة بالرباط الأمامي”.

وبسؤاله عن انخفاض إصابات الرباط الأمامي فى مواسم كوفيد وما بعدها، وما إذا كان من الممكن ان يساعد التوقف والراحة فى تقليل هذه الإصابات، قــال: “يمكنني بالتأكيد ان أرى ان الحصول على فترة راحة كان من شأنه ان يساعد على تقليل الإصابات. إن الحصول على استراحة فى منتصف العام والمزيد من الفرص للراحة بين المباريات افضل للتعافي”.

وتابع: “سيتعين عليك إلقاء نظرة على بيانات أكثر تفصيلاً فيما يتعلق بالكثافة لمعرفة ما إذا كان عدد مرات أو كثافة الركض السريع يختلف فى ماتشات كوفيد. يمكنني ان أفهم أنه ربما كان هناك القليل من ذلك: ربما كانوا يفتقرون إلى القليل من الكثافة”.

وأوضح: “أعتقد ان أكبر شيء كان من شأنه ان يقلل من هذه الإصابات هو تقليص عدد المباريات لأن السفر كان ليقل. وهذا يعني ان اللاعبــين يمكنهم التعافي بين السبت والسبت. ربما يكون تقليص عدد المباريات فى منتصف الاسبوع وقلة التعب من أكبر العوامل المساعدة، فمع توسيع دورى أبطال أوروبا والدوري الأوروبي هذا العام، يسافر اللاعبون مسافات أكثر ويلعبون ماتشات أكثر، وهذا لا يساعد بشكل عام.”

وعن الشيء الذي يمكن للأندية فعله لتقليل فرصة معاناة اللاعبــين من الإصابة، قــال: “يتعلق الأمر بإستراتيجيات التعافي والتأهيل المسبق. على سبيل المثال، القيام بتمارين تتضمن عضلات الفخذ الرباعية وأوتار الركبة لتثبيت الركبة”.

وأوضح: “تساعد أوتار الركبة فى تكرار ما يفعله الرباط الصليبي الأمامي فى الركبة، لذا يتعلق الأمر بضمان استقرارها وخضوعها لمطالب مختلفة. يستلزم ان تدعم العضلات الركبة حتى لا يكون الرباط فقط هو الذي سيتعرض للضغط إذا هبطت بطريقة معينة”.

وأردف: “تمارين التوازن والمرونة والقوة عملية حقًا. إن القدرة على التحكم فى حركات معينة كما يحدث فى اللعبة، على سبيل المثال، القفز والقفز والانعطاف، وما إلى ذلك من الأشياء”.

وزاد: “إن نوع الجراحة يحدث فرقًا، سواء أكان عظمًا أو عظمة رضفة أو وترًا فى أوتار الركبة. يتبع الجراحون المختلفون طرقًا مختلفة. تختلف الإدارة الجراحية من مكان إلى آخر أو من فريق إلى آخر. فى النهاية، إنها فترة طويلة، ولكن هذا لأن الأمر يستغرق وقتًا طويلاً للتعافي.

وختم بالقول: “كلما طالت الفـترة، كان ذلك افضل؛ لا تستفيد دائمًا من التسرع فى دفع اللاعبــين إلى ارضية الملعب بسرعة قبل إكمال التعافي. عادةً ما يكون تخصيص المزيد من الوقت لهم للتعافي واكتساب القوة مفيدًا حقًا”.