فى الأردن، ما عاد الأطفال من لاعــبي وعشاق كرة القــدم، يبحثون عن قمصان كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي لارتدائها كونهما قدوة لهم فى عالم المستديرة لما تمتعا به من موهبة وإبداع وضعتهما على عرش النجومية والشهرة، فهذا أصبح من الماضي، بعد ظهور “الأيقونة” موسى التعمري.
فى الأردن، تحدث الحال، وتحديداً بعد نيل منتخـب النشامى لأول مرة فى تاريخه وصافة كـأس آسيا فى نسختها الماضية التي جرت فى قطر، فقميص موسى التعمري أصبح المطلوب رقم “1” لهؤلاء الفتية، بل ولجماهير كرة القــدم الأردنية.
وللتعمري حكايته الخاصة، فهو انطلق من إحدى الحواري الشعبية لمنطقة حي نزال، حيث عمل فى صباه بأحد المخابز للإنفاق على نفسه نظير راتب شهري لا يتجاوز الـ 300 دولار، إلى ان أصبح اليـوم أغلى لاعــب فى تاريخ الرياضة الأردنية، والأيام الماضية شهدت انتقاله لفريق ستاد رين الفرنسي نظير 8 ملايين يورو.
وفي الليلة التي سيظهر فيها التعمري فى الدورى الفرنسي، تجد محبي كرة القــدم الأردنية فى حالة تأهب وترقب، وكأن المباراه ليست لفريق ستاد رين، وإنما لبرشلونة أو ريال مدريد، وكأنهم مقبلون على تغذية شغفهم الكروي، بظهور كريستيانو رونالدو أو ميسي.
موسى التعمري قدوة للأجيال القادمة فى الأردن
فى المدارس، تجد الطلاب يتحدثون عن إبداعات التعمري، وفي الجامعات كذلك هو الأمر، فما يحققه هذا اللاعب من نجاحات يعد شيئاً غير مسبوق فى مسيرة لاعــبي كرة القــدم الأردنية، يجتهدون لتقليد مهاراته، وتكرار ذات إنجازاته فى المستقبل القريب.
والتعمري هو نجم الأخلاق قبل ان يكون نجم الشباك الاول بالنسبة لجماهير كرة القــدم الأردنية، فهو لاعــب ملتزم دينياً، وكان يعلمُ الأطفال أحكام تجويد القرآن الكريم فى أحد المساجد، وهذا التكامل فى شخصيته، زاد من محبته وحجم تأثيره على مواهب المستقبل.
والتعمري يعد نموذجًا مميزًا بعقليته الاحترافية المتكاملة وبطموحه الذي لا يتوقف وعقليته الاحترافية، حيث لا يزال يجتهد وهو يتنقل بين الفرق الأوروبية، ليصل إلى ذروة أحلامه بالانتقال إلى ريال مدريد كما يطمح، ليمنح الأجيال القادمة من النشء الذي يزاول كرة القــدم فى الفئات العمرية سواء فى الانديه أو الأكاديميات، درساً ممزوجاً بالأمل والتفاؤل، بأنه لا مستحيل يقف فى وجه ترجمة الأحلام على أرض الواقع إذا توفرت الإرادة والمثابرة.
والتعمري بما يقدمه من إبداعات، أسهم فى تغيير نظرة الجمهور الأردني لكرة القــدم الأردنية، فهي لم تكن “تُطعم خبراً”، ولكنها اليـوم أصبحت تشكل مستقبلاً زاهراً يتمناه الآباء لأطفالهم، فأصبحوا أكثر اهتماماً ورعاية لمواهبهم، فتجدهم يحضرونهم إلى التـدريبـات ويتابعون مبارياتهم، حيث أصبح الآباء يحلمون بأن يصبح أبناءهم، كما أصبح التعمري.
والتعمري صاحب الـ “27 عاماً” لا يزال يمتلك المزيد ليقدمه فى السنوات القادمة لأجيال صاعدة فى كرة القــدم الأردنية حيث يطمح مع منتخـب النشامى لبلوغ مونديال 2026 لأول مرة فى التاريـخ، علّهم -على أثره- يمضون على خطاه نحو العالمية.