كان من المعتاد ان تكون رحلة ليفربول إلى ستاد الاتحاد لمواجهة مانشستر سيتي بمثابة أصعب الرحلات فى العام، لكن فريق أرني سلوت استطاع ان يحسم الهامة بسهولة بهدفين دون رد فى قمه الجولة الـ26 من الدورى الانجليزي الممتاز، ليقترب من معانقة البطولة.
يتقدم “الريدز” الآن بفارق 11 نقطة عن أرسنال الثانى؛ وهو أكبر ترصد له على صاحب المـركـز الثانى منذ الجولة الاخيرة من موسم 2019-20 (18 نقطة)، عندما انتصر بالالقاب آخر مرة.
فكرة غريبة من سلوت
ما يميز أرني سلوت هو المرونة فى التعامل مع المنافس وتغيير طريقة اللعب وتوظيف بعض اللاعبــين، فمثلا مقابل بورنموث نقل رايان غرافينبيرش إلى الجهة اليمنى، وأمام أستون فيلا دفع أندرو روبرتسون إلى الأمام بدون جناح أيسر صريح.
مقابل السيتي كانت هناك حيلة غريبة بوضع كورتيس جونز ودومينيك سوبوزلاي كثنائي هجومي فى طريقة لعب 4-4-2، لكنهما كانا مجرد طعم لسحب مساحات للاعبي الوسـط ومحمد صلاح مع تحويل الطريقة إلى 4-2-4 فى عملية الضغط أثناء استحواذ السيتي.
المثير ان سلوت جرب هذا التشكيـل فى فترة ما قبل العام وحتى إنه اختبره فى مباراه كـأس الرابطه ضد برايتون فى المراحل المبكرة من العام، وكأنها بروفة له لاستخدامه فى الوقت المناسب.
مقابل السيتي اليـوم، حصل ليفربول نسبة استحواذ 33.9%؛ وهو أدنى مستوى له فى فوز بالدوري الانجليزي الممتاز على الإطلاق (منذ 2003-2004)، لكن الاستراتيجية كانت ناجحة فى التفوق بالتفاصيل والفرص التي تصنع من اللعب المباشر أكثر من فكرة الاستحواذ.
الجدار الدفاعي فى ليفربول
بقيادة فيرجيل فان دايك وإبراهيما كوناتي، كان دفاع ليفربول هو الأساس لتحقيق مثل هذه النتائج، فنادرًا ما ستشاهد الأخطاء الدفاعية، ونادرًا ما سيتم تجاوز هذه الثنائية، نظرًا لأن الدفـاع ينتهي عندهم ولا يبدأ، فالدفاع يبدأ من صلاح.
ترنت ألكسندر أرنولد عانى كثيرًا مقابل جيرمي دوكو على الجانب الأيمن، لكن صلاح تحلى بالمسؤولية وكان يسانده كثيرًا، هنا الحكمة فى كيف خرج ليفربول بـ11 مرة مرمي نظيفة أكثر من أي فريق آخر فى البطولة.
لماذا لا يحب غوارديولا اللعب مقابل صلاح؟
سجّل صلاح أكبر عدد من الأهداف (9) وأكبر عدد من التمريرات الحاسمة (6) من أي لاعــب ضد الفرق التي يدربها بيب غوارديولا فى مسيرته التدريبية فى الدورى الانجليزي الممتاز.
يعد النجم المصرى هو أول لاعــب فى تاريخ الدورى الانجليزي الممتاز يسجل ويصنع فى مباراتين ضد حامل البطولة فى موسم واحد (ديسمبر 2024 فى أنفيلد وفي ستاد الاتحاد اليـوم).
ليس هذا فحسب، بل هو اللاعب الوحيد فى تاريخ الدورى الانجليزي الممتاز الذي ســاهم بشكل مباشر فى أكثر من 40 هـدفًا فى أكثر من موسم، حيث فعل ذلك فى موسم 2017-2018 (42 مساهمة منها 32 هـدفًا و10 تمريرات حاسمة) والموسم الحالي (41 مساهمة منها 25 هـدفًا و16 تمريرة حاسمة).
أفسد صلاح طريقة لعب غوارديولا القائم على الاستحواذ لانه يعاقبه بالمرتدات وبسرعته الفائقة، حتى عملية المخالفات التكتيكية -الحيلة السوداء التي يلجأ لها غوارديولا- أحيانًا لإيقاف اللاعبــين أصحاب السرعات لا توقف صلاح.
غوارديولا لا يحلل أخطـاء فريقه
مرة أخرى تتكرر أخطـاء مانشستر سيتي بشكل غريب يجعل البعض يعتقد ان غوارديولا لا يعرف ما هي مشكلات فريقه، فالأخطاء التي حدثت مقابل ريال مدريد تكررت اليـوم فى تطبيق ساسية الدفـاع العالي.
الهدف الاول الذي سجله كيليان مبابي من تمريرة طويلة كان ينبغي ان يكون بمثابة إشارة تحذيرية لما كان سيحدث اليـوم، فمن المفترض أنه عند اللعب بدفاع متقدم، فمن الضروري ان يكون هناك ضغط على لاعــب الخصم الذي يحمل الكره لمنعه من وصل رأسه وإرسال التمريرات الطويلة بسهولة، فمنح مدافـع الخصم الوقت والمساحة للعب الكره الطويلة بسهولة أمر يحدث الضرر لدفاع السيتي “البطيء” أصلاً.
