فى واحدة من افضل ماتشات العام فى أوروبا كلها، تخلى برشلونه عن تقدمه بهدفين فى الوقت القاتل، ليتعادل 4-4 مقابل ضيفه أتليتكو مدريد فى ذهاب نصف نهائي كـأس ملك إسبانيا.
وقدم برشلونه وأتلتيكو مدريد مباراه ممتازة تهديفيًّا، شهدت تنافسًا شرسًا للغاية من البداية للنهاية، عندما استقبلت مرمي متصدر الدورى الإسباني حاليًّا هدفين فى أول خمس دقائق، ليعود البارسا بتسجيل أربعة اهداف، رد عليها الأتليتي فى الوقت القاتل بهدفين.
رد فعل برشلونه على أول 5 دقائق
عندما تستقبل هدفين فى غضون 5 دقائق، فهذا سيناريو مجنون وصادم، لكن رد فعل رفاق الصغير بيدري كان مميزًا، حيث حاصر أتلتيكو مدريد بشكل مميز وانهال عليه بالهجمات بصعود الطرفين والجناحين، وحتى لاعــبي الوسـط من كل جهة حتى قلص النتيجة بهدف بيدري.
عانى أتلتيكو مدريد تمامًا فى الشوط الاول بعد تقدمه، وواصل النادى الكتالوني البناء على زخم تحوله السريع، وأجبر أتليتكو على الدفـاع بشكل أعمق وأعمق، مع تحييد تهديد الهجمات المرتدة له تمامًا فى شوط المباراه الاول.
أفكار الكرات الثابتة لبرشلونة
كانت عرضيات رافينيا سواء اللعب المفتوح أو الركلات الركنية قاتلة، حيث تحصل البرازيلي على تمريرتين حاسمتين ممتازتين من أثناء الركنيات، لكنّ هناك أفكارًا كانت واضحة من برشلونه لإسقاط تكتيك دييغو سيميوني فى الكرات الثابتة.
المعروف ان أتلتيكو مدريد مع سيميوني هو فريق متمرس فى الكرات الثابتة الدفاعية والهجومية، لكن إستقبال هدفين من ركنيات فهو شيء غريب، والسبب براعة برشلونه فى التنفيذ والأفكار الممتازة كما توضح الصورة أدناه على سبيل المثال.
فى الهدف الثالث لبرشلونة كانت هناك فكرة واضحة من المدافع كوبارسي، بعمل “بلوك” للاعب أتلتيكو مدريد ماركوس يورنتي، الذي كان يتولى رقابة إينيغو مارتينيز، الذي هرب على القائم الثانى وسجل الكره.
هذه اللعبة كانت مخططة مسبقًا، حيث قام رافينيا بلعب الكره نحو القائم الثانى لإينيغو مارتينيز، الذي استطاع من الإفلات من الرقابة بمساعدة كوبارسي. وقد تركزت الأنظار على كوبارسي بشكل أكبر، نظرًا لتسجيله الهدف الثانى من ركلة ركنية أيضًا.
فليك غامر ببرشلونة بالدفاع العالي
كل شيء يبدو مثاليًّا فى برشلونه هذا العام، باستثناء أمر واحد وهو عدم واقعية هانزي فليك، الذي يبدو مدير فنيًا حالمًا إلى حد ما. والسؤال الذي يطرح نفسه: عندما تكون متقدمًا 4-2 فى مباراه خروج المغلوب، ما الدافع للمغامرة برفع الدفـاع بهذه الطريقة؟
بدلاً من محاولة قتل المباراه والعودة واللعب بواقعية وتأخير الدفـاع وحتى الدقائق الاخيرة، ظل فليك يطالب مدافعيه بالتقدم، وهو ما أسفر عن الهدف الرابع القاتل كما توضح الصورة أعلاه، ولم يستوعب الدرس فى المرتدات الصعبة للأتليتي وسرعاتهم طوال المباراه.
ممتازة أخرى من بيدري
ابن جزر الكناري عاد وقدم سيمفونية أخرى، وأثبت أنه العقل المفكر لبرشلونة حتى رغم قوة وسط ستاد أتلتيكو مدربد مع عودة بابلو باريوس. لكن بيدري عندما يكون فى يومه لا يمكن إيقافه.
بيدري كان ينسج سحره فى الشوط الاول، حيث جر برشلونه إلى المباراه مرة أخرى بإنهاء أنيق ونجحت تمريراته فى ضرب دفاع أتليتكو مرارًا وتكرارًا. كان الجنرال الصغير فى كل مكان تقريبًا.
بهدفه ضد الأتليتي، وصل بيدري إلى 5 اهداف هذا العام، بفارق هدفين فقط عن رقمه القياسي البالغ 7 اهداف فى موسم 2022-23. بالإضافـة إلى ذلك، ففي 38 مباراه لعبها حتى الآن فى كل المسابقات، قدم 6 تمريرات حاسمة، وهو أعلى رقم له كلاعب فى موسم واحد فى صناعة الأهداف.
دور التبديلات فى المباراه المجنونة
رأى هانزي فليك ان فريقه بحاجة إلى طاقة جديدة، فأشرك غافي وروبرت ليفاندوفسكي من مقاعد البدلاء، وأتت التغييرات بثمارها على الفور، حيث سجّل النجم البولندي أسهل هـدف فى مسيرته من مسافة ياردة واحدة فى مرمى مفتوح، بفضل مراوغة ممتازة وتمريرة حاسمة من الجناح الناري يامال.
لكن تغييرات أتلتيكو مدريد كانت الأكثر تأثيرًا، وتدل على أهم ميزة فى النادى المدريدي وهو عمق التشكيلة وتنوع الخيارات، حيث ساهم 3 بـدلاء بأهداف، ألكسندر سورلوث بهدف، وآنخيل كوريا وصامويل لينو بتمريرتين حاسمتين.