“بيدي لا بيد عمرو”، هو أحد الأمثال العربية الشهيرة التي تقال بحق من يهزم نفسه بنفسه، وهو حال ينطبق على فريق الوحدات الذي أصبح مهددًا بالخروج بموسم بلا بطولات.
وتعقدت آمال المارد الأخضر فى استعادة لقب الدورى الغائب عن خزائنه فى المواسم الثلاثة الماضية، فخسارته أمس مقابل الفيصلي 0-1 وسّعت الفارق النقطي بينه وبين المتصدر الحسين إربد إلى 8 نقاط، ويبدو ان الأخير أقرب للمحافظة على البطولة للمرة الثانية على التوالي.
وأصبح النادى بحاجة لوقفة جادة حيال كل ما يحدث فيه من تجاوزات تتعلق بفريق كرة القــدم، فهجرة النجوم لم تكن صدفة، وتجريده من لاعبين مؤثرين بأساليب لا تراعي المصلحة العامة كان من الطبيعي ان يوصله إلى هذا الحال المرير.
وكان موقع العمدة سبورت قد نشر تقريرًا قبل موعد المواجهة بين القطبين، ان الفيصلي أقرب لحسم المواجهة، بعنوان: “4 عوامل تجعل الفيصلي أقرب لحسم الكلاسيكو”. ولم يكن هذا الاعتقاد مبنيًّا على عاطفة، وإنما لمعرفة دقيقة بما يعانيه الوحدات.
لماذا خسر الوحدات الكلاسيكو؟
الإجابة بصراحة ووضوح، لانه لا يملك سوى ورقتين مؤثرتين فى خط الهجوم، هما مهند سمرين والسنغالي سيزر، وكلاهما كانا خارج اللعبة أمس، حيث عرف الفيصلي كيف يحد من خطورتهما، ويضعف من قدراتهما فى عمليات التوغل وصناعة الفرص.
وأصبح سمرين وسيزر مستهلكين ومستنزفين بدنيًّا، وقدراتهما معروفة لجميع الفرق، ومهما عمل رأفت علي مدير فني الوحدات، فإن قوة ما يملكه من أوراق مؤثرة ورابحة تبقى محدودة للغاية، ولن تصنع له الفارق فى كل مباراه، فلا بد ان تخذله، ويبقى المدرب فى النهاية من يتحمل مسؤولية ذلك، لأن معظم التعاقدات تمت بموافقته.
ومنذ انطلاق العام الحالي، أجمع المحللون والجماهير ان الوحدات يعاني من محدودية قدرات لاعبيه، بدليل أنه لا يوجد لاعــب واحد بصفوفه أساسي ضمن التشكيلة الرئيسة لمنتخب النشامى، لكن تم ضرب هذا الإجماع بعرض الحائط، وبدا جليًّا ان من يتحكم بهذا النادى مجموعه أشخاص يديرون الأمور كيفما يحلو لهم ومن دون رقيب ولا حسيب.
وتوسمت الجماهير الخضراء الخير مع فتح باب الصفقات الشتوية، حيث كان أكثر فريق سيستفيد من هذا الجانب، فهو بحاجة لتعزيزات على صعيد الدفـاع والهجوم، حتى ينافس آسيويًّا ومحليًّا، لأن البقاء على ذات الحال يعني الابتعاد عن المنافسة.
وبدلاً من ان يعزز صفوفه أثناء فترة الصفقات الشتوية، كان وبشكل مريب يفقد المزيد من قدراته، حيث فسخ عقد ثلاثة محترفين أجانب، واستقطب اثنين فقط بدلاً منهم، وأحدهما متواضع المستوى ونقصد الإيفواري جوزيف، وخسر جهود نجمه المخضرم وهدافه السابق بهاء فيصل، ومن هنا كان الوحدات يجسد حقيقة المثل “بيدي لا بيد عمرو”.
وسبق لـ العمدة سبورت ان أعلن أيضا فى تقرير لاحق، ان الوحدات يحقق نتائج جيدة هذا العام، لكن الاعتماد على الحظ وحده لا يعد كافيًا ولا يجلب بطولات، ولا بد من معالجة الأمور.
ومع خسارة الكلاسيكو، فإن النادى يقترب من خسارة المنافسة على البطولة الثالث هذا العام، بعد ان خسر نهائي الدرع مقابل السلط، وكأس السوبر مقابل الحسين إربد، فيما خرج من دور الستة عشر من بطوله دورى أبطال آسيا 2.
الجماهير تعشق رأفت علي لكنها تطالب برحيله
لا أحد يستطيع التشكيك فى عشق جماهير الوحدات للمدرب رأفت علي، فتاريخه غني عن التعريف، وهو الذي طالما أسعدها بأهدافه ولمساته وسحر فنونه.
ورغم هذا العشق، فإن الجماهير لا تجد رأفت علي المدرب القادر على قيادة النادى، حيث ترى أنه يتأثر بقرارات إدارية، وهناك من يتدخل بعمله حتى وإن أنكر ذلك.
وتعتقد جماهير النادى ان رأفت علي كان وراء “تطفيش” بهاء فيصل، وعدم استقطاب أنس العوضات، وإعارة محمد أبو رزق “بوغبا” لنادي السلط، وعدم تعاقد النادى مع مدافـع رغم فسخ عقد المالي ديارا، وهذا الاعتقاد إن كان صحيحًا، لا يمكن للجماهير ان تتقبله، وهي ترى كيف ان فريقها يعاني من محدودية القدرات.
وما زاد الطين بلة، وجدد مطالبات الجماهير برحيل المدرب رأفت علي، تصريحه الذي صدر عنه بالأمس، بخصوص الفئة التي تنتقد النادى، حيث قــال بالحرف الواحد: “فريقى جيد ويقدم أداءً مميزًا، ومن لا يعجبه النادى فليذهب ويشرب من ماء زمزم”.
ولم تستسغ الجماهير هذا التصريح الذي صدر عن معشوقها “رأفت علي اللاعب”، لتعود فى الساعات الماضية وتطالب مجلس الإدارة بضرورة إقالة المدرب، والتعاقد مع الثنائي محمود شلباية وحسن عبد الفتاح لتسلم الهامة.
وبصرف النظر عن المصير الذي ينتظر المدرب أثناء الأيام المقبلة، إلا ان رأفت علي يبقى ابن فريق الوحدات، وهو بالمناسبة لم يقصد جميع جماهير الوحدات بتصريحه، حيث خص فئة معينة، لكن الاعتذار عن هذا التصريح هو الأفضل له سواء استمر مدير فنيًا أم رحل.
وكان الوحدات قد جدد الثقة برأفت علي بعد الخروج من دورى أبطال آسيا 2، وقد يجد مجلس الإدارة صعوبة فى تغيير المدرب، لأن جميع لاعــبي النادى من اختياراته، ومن الصعب ان يرضى مدير فني بقيادة النادى وهو يشارف على الخروج من البطولة الثالثة هذا العام، فعادة يبحث المدربون عن فرص نجاح لا فرص فشل.