يعيش فريق بوروسيا دورتموند حالة من الفوضى العارمة قبل مواجهه برشلونه فى ربع نهائي دورى أبطال أوروبا، حيث يواجه المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش شبح الإقالة فى حال فشله فى تأمين بطاقه التاهـل إلى بطوله أوروبية فى العام المقبل وذلك بعد الخسارة من لايبزيغ.
وتتواصل معاناة بوروسيا دورتموند فى الدورى الألماني هذ العام بعد سقوطه مقابل لايبزيغ (2-0) أمس السبت فى الجولة 26 من البوندسليغا، مما يزيد من تعقيد مهمته فى التاهـل إلى دورى أبطال أوروبا العام المقبل.
ووصل نيكو كوفاتش إلى بوروسيا دورتموند أثناء فترة الصفقات الشتوية فى محاولة لإنقاذ موسم بدا كارثيا منذ بدايته تحت قيادة المدرب السابق نوري شاهين، حيث كان يعاني النادى محليا وابتعد كثيرا عن مراكز التاهـل إلى دورى أبطال أوروبا، ما دفع الإدارة إلى تعيين كوفاتش من أجل إعادة النادى إلى المسار الصحيح.
ولكن الأمور لم تسر كما هو مخطط لها، حيث لم ينجح كوفاتش فى إحداث ثورة حقيقية فى الأداء، وبات النادى مهددًا بالغياب عن الالقاب الأوروبية للموسم المقبل، وهو السيناريو الذي قد يعصف بمستقبله فى النادى.
وقالت مجموعه “onefootball” الألمانية فى نسختها الإنجليزية إن اداره بوروسيا دورتموند قد تقوم بفسخ عقد المدرب نيكو كوفاتش حال فشل فى قيادة النادى فى التاهـل إلى دورى أبطال أوروبا فى العام التالي.
وأوضحت ان عقد كوفاتش مع بوروسيا دورتموند يتضمن بندا يسمح للنادي بفسخ عقده فى حال فشله بتحقيق هـدف التاهـل للمسابقات الأوروبية، وهو ما يضع مستقبله على التحدي.
وينص العقد على أنه إذا لم يتمكن دورتموند من حجز بطاقه أوروبية العام المقبل، فإن النادى سيكون مطالبًا بدفع تعويضات مالية تبلغ حوالى 3 ملايين يورو لإنهاء عقد المدرب الكرواتي ومساعده.
هذه التفاصيل تفسر السبب وراء توقيع عقد يمتد لعام ونصف فقط، حيث يبدو ان دورتموند كان يبحث عن حل مؤقتاً، مع إدراج هذا البند كإجراء احترازي فى حال لم ينجح كوفاتش فى مهمته.
ماتيوس يدافع عن كوفاتش بعد الخسارة مقابل لايبزيغ
ورغم الضغوط الكبيرة التي تحيط بالمدرب الكرواتي نيكو كوفاتش، رفض أسطورة الكره الألمانية لوثار ماتيوس تحميله مسؤولية الخسارة مقابل لايبزيغ، مؤكدا: “هذه ليست الأرقام التي يريد أي مدير فني فى رؤيتها”.
وأضاف ماتيوس موضحا فى بيانات عبر مجموعه “tribuna” الإنجليزية: “هو الأقل تحملا للمسؤولية، فلا يمكن تـدريــب فريق لا يقدم ما تطمح لرؤيته”.
وأدت هذه الخسارة إلى تجمد رصيد بوروسيا دورتموند عند 35 نقطة فى المـركـز الحادي عشر، بعد تكبده الخسارة الحادية عشرة هذا العام، مقابل 10 انتصارات و5 تعادلات؛ ورغم ذلك، لا تزال آمال النادى تشكيلة فى التاهـل إلى دورى أبطال أوروبا، إذ يفصله 7 نقاط عن المـركـز الرابع الذي يحتله آينتراخت فرانكفورت برصيـد 42 نقطة.
كيف يستفيد برشلونه من أزمة بوروسيا دورتموند ؟
ويرى متابعون ان برشلونه بقيادة مدربه هانز فليك سيكون المستفيد الأكبر من هذه الأزمة، حيث تمثل فرصة ثمينة لتعزيز حظوظه فى التاهـل، إذ يجيد المدرب الألماني استغلال نقاط ضعف الفرق المتعثرة، وسيسعى لفرض أسلوبه التكتيكي على خصم يعاني من عدم الاستقرار.
كما ان الفوضى الداخلية فى دورتموند تمنح برشلونه ميزة إضافية على الصعيد التحضيري، إذ يفتقد النادى الألماني وضوح الرؤية فى طريقة لعبه وخططه المستقبلية، نظرًا لاحتمالية تغيير الجهـاز الفنى أو وجود خلافات داخل غرفة الملابس.
إلى جانب ذلك، فإن الضغط النفسي الذي يرزح تحته لاعبو دورتموند قد يلقي بظلاله الثقيلة على أدائهم فى المواجهة الحاسمة. ومن هذا المنطلق، سيعمل فليك على استغلال هذا الضغط لصالحه، وفرض أسلوبه الهجومي منذ البداية، بهدف خطف اهداف مبكرة تبعثر حسابات النادى الألماني.
وبالنظر إلى سجّل فليك الحافل فى مواجهه الفرق الألمانية، فإنه يمتلك الدراية الكافية لفك شيفرة دورتموند وكشف نقاط ضعفه، ما يجعله فى موقع مثالي لاستغلال حالة الفوضى التي تعصف بالخصم.
ويستعد دورتموند الآن لفترة التوقف الدولى، قبل ان يستقبل ماينز فى 30 مارس/ آذار، ثم يحل ضيفا على فرايبورغ فى 5 أبريل/ نيسان، قبل المواجهة المرتقبة ضد برشلونه فى 9 أبريل ضمن ذهاب ربع نهائي دورى أبطال أوروبا.