سحقت الأرجنتين غريمتها البرازيل بنتيجة 4-1 فى ديربي أمريكا الجنوبية فى بوينس آيرس، حيث تغيرت الظروف المحيطة بالمباراة بتعادل بوليفيا وأوروغواي 0-0 فى وقت لاحق من المساء، وبالتالي ضمنت هذه النتيجة التاريخية تأهل الأرجنتين لكأس العالم 2026.
ورفع منتخـب الأرجنتين رصيده من النقاط إلى 31 نقطة فى الصدارة بعد فوز ثانٍ على “السيليساو” فى هذه التصفيات. بينما تجمد رصيد السامبا عند 21 نقطة ليتراجع للمركز الرابع متخلفًا بفارق الأهداف عن منتخـب أوروغواي صاحب المـركـز الثالث.
رافينيا استسلم لخياله فقط
اشتعلت المباراه قبل ان تنطلق بتصريح مثير للجدل من جناح برشلونه والأرجنتين رافينيا بأن البرازيل ستسحق الأرجنتين داخل ارضية الملعب وخارجه، وتناسى عدة أمور منها مستوى الأرجنتين مقارنة بمستوى البرازيل الباهت.
كما تناسى رافينيا حقيقة ان منتخـب بلاده لم يُحصل أي فوز على غريمه الأرجنتين منذ 6 سنـوات، حيث يعود آخر فوز لراقصي السامبا فى الكلاسيكو بهدفين دون رد، فى قبل نهائي كوبا أمريكا 2019.
كما فازت الأرجنتين فى نهائي كوبا أمريكا 2021 على البرازيل بنتيجة 1-0 فى ريو دي جانيرو، ثم حققت أول فوز لها على الإطلاق فى تصفيات كـأس العالم على الأراضي البرازيلية فى نوفمبر 2024.
رافينيا نفسه صاحب التصريح لم يستطع ان يصل لنفس المستويات التي يُقدمها مع برشلونه. صحيح كانت له لحظات واعدة طوال المباراه، لكنه افتقد للمسة الاخيرة وفي الأخير هو من تعرض للسخرية من جانب جماهير الأرجنتين التي هتفت لمدرب البرازيل “استبدل رافينيا!”.
لا ميسي.. لا مشكلة
ما يحسب للمنتخب الأرجنتيني أنه عرف تأهله قبل المباراه بتعادل أوروغواي مع بوليفيا، لكن هذا لم يجعله يتراخى فى مواجهه البرازيل، رغم استمرار غياب نجمه المصاب ليونيل ميسي.
استعرضت الأرجنتين عمق تشكيلتها، ليس فقط مع غياب ميسي، ولكن أيضًا مع غياب المهاجم لاوتارو مارتينيز بسـبـب الإصابة، حيث كان الفــوز جهدًا جماعيًا باهرًا، وسجل الأهداف لاعبون مختلفون.
بعض الأهداف كانت بسـبـب أخطـاء دفاعية من جانب البرازيل، ولكن تلك الأهداف كانت أيضًا بسـبـب التمريرات السلسة للأرجنتين، التي سمحت حتى للظهير الأيسر نيكولاس تاغليافيكو بالمساهمة فى صناعة هـدف.
سكالوني لم يُغيّر من التشكيلة التي فازت على أوروغواي، لكنه استغل المباراه لإشراك لاعبين أصغر سنًا مثل تياغو ألمادا ونيكو باز، وهي أمور قد تؤتي ثمارها مع حلول كـأس العالم. لا يمكن لميسي ان يلعــب للأبد، لذا فإن القدرة على جلب الجيل التالي أمرٌ بالغ الأهمية بالنسبة للأرجنتين خاصة مع مستوى ألمادا الذي عوض ميسي فى التشكيلة الأساسية. ومن المتوقع ان يواصل سكالوني إراحة ميسي وتوسيع قاعدة لاعبيه بعد ضمان التاهـل.
ليلة قاسية على البرازيل
منذ توليه منصبه، لا يزال المدرب دوريفال جونيور يفتقد لإيجاد التوازن فى النادى، إذ تعرضت دفاعاته للاختراق عدة مرات حتى من جانب لاعــبي وسط الأرجنتين، ورغم فوزه على كولومبيا فى المباراه الاخيرة، لكنه أدرك ببساطة ان الأرجنتين فى مستوى مختلف.
كانت أمسية قاسية ومحرجة للمنتخب البرازيلي، حيث تفوقت الأرجنتين فى الأداء والتكتيك والقوة، وغابت افضل مستويات العملاق الأصفر، حيث تألق أصحاب الأرض طوال المباراه، حتى مع تغيير البرازيل لأسلوبها فى الشوط الثانى وإدخال 3 وجوه جديدة، لكن ظلت المباراه فى يد الأرجنتين التي نجحت أيضًا فى تحييد فينيسيوس جونيور.
أظهر فينيسوس جونيور أداءً جيدًا فى بعض الفترات، وكانت سرعته فى الهجمات المرتدة سلاحًا للبرازيل لكن مع ترصد المباراه، سيطر عليه الظهير ناهويل مولينا، التي أسندت إليه مراقبة جناح ريال مدريد (الصعبة للغاية) وقام بها ببراعة.
