قدمت ماريا تاتو رئيس اللجنة المنظمة فى إسبانيا لاستضافة كـأس العالم 2030 استقالتها الأربعاء بعد مواجهتها اتهامات خطيرة بمعايير اختيار المدن المستضيفة لمواجهات المونديال، حيث تحدثت وسائل إعلام إسبانية عن “فضيحة تلاعب” فى اختيار أحد الملاعب، الأمر الذي دفع “تاتو” إلى الاستقالة.
وأكدت صحيفة “آس” ان ماريا تاتو تلاعبت بمعايير اختيار المدن المستضيفة لبطولة كـأس العالم 2030 لصالح مدينة سان سيباستيان الباسكية على حساب مدينة فيغو فى منطقه غاليسيا شمال غرب إسبانيا، وذلك بإدراج ستاد “أنويتا” بدلاً من “بالايدوس” فى الملف، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة جداً.
وتنحدر ماريا تاتو -وهي محامية وأستاذة فى جامعة إقليم الباسك- من هذا الإقليم شمال إسبانيا، حيث تم تعيينها فى أيلول/سبتمبر 2020 مديرةً لكرة القــدم النسائية فى الاتحاد الإسباني لكرة القــدم، كما أنها كانت سكرتيرة مساعدة فى فريق أتلتيك بيلباو، ليتم تعيينها لاحقاً على رأس اللجنة الإسبانية المنظمة لاستضافة مونديال 2030.
سبب استقالة رئيس اللجنة المنظمة لاستضافة كـأس العالم 2030
وذكرت وسائل الإعلام فى تقــارير سابقة ان تاتو واجهت صعوبة فى تبرير وجود تناقض قدره 142.663 يورو بين حسابات الاتحاد والأرصدة المصرفية، قبل ان يُشار إلى تضارب محتمل فى المصالح بعدما ثبت حصول شركتها الخاصة على 6000 يورو من أثناء عقود مع نفس المنظمة التي كانت تديرها.
وكان عمدة مدينة فيغو، أبيل كاباييرو قد وجه انتقادات لاذعة لإبعاد ستاد “بالايدوس” لصالح “أنويتا”، وكتب على منصة “إكس”: “فى 25 حزيران / يونيو 2024 كانت مدينة فيغو من بين 11 موقعاً فى إسبانيا، ولكن فى 27 من ذات الشهر تم تعديل القائمة”، وأضاف: “هذا أمر خطير للغاية، نطالبهم بأن يشرحوا لنا من قام بتغييرها ولماذا وتبعاً لأي معايير”.
وكان الاتحاد الإسباني قد اعلن العام الماضي بأن إسبانيا ستخصص 11 ملعباً للبطولة، وسيكون الباسك ممثلاً بملعبين، الاول فى بيلباو والثاني فى سان سيباستيان، ليتسبب هذا الأخير فى ضجة كبيرة كونه حرم مدينة أخرى شمال غرب إسبانيا من احتضان بعض ماتشات كـأس العالم 2030 فى اطار توزيعها على مختلف ملاعب إسبانيا.
ورغم كل الجدل والضجة، أعلن الاتحاد الإسباني لكرة القــدم، الأربعاء، على ان انتخابات الملاعب الإسبانية لبطولة كـأس العالم 2030 لم يتم “التلاعب بها”، وحسب الاتحاد فإن أحد العوامل الهامة والمتعلق بمستوى التدخل السريع فى ارضية الملعب هو من تسبب فى تفوق ستاد “أنويتا” فى سان سيباستيان و”كورنيا” ببرشلونة على حساب “بالايدوس” فى فيغو.
وأوضح الاتحاد الإسباني لكرة القــدم أنه “لا أحد يعتقد أنه تم التلاعب بأي شيء”، مشيراً إلى أنه لم يكن هناك تأثير من الرئيس آنذاك بيدرو روشا أو الرئيس الحالي رافاييل لوزان الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد وقت الاختيار، إلا ان هذه التأكيدات لم تمنع بتاتاً من التشكيك فى نزاهة الاختيار، لا سيما بعد استقالة ماريا تاتو من منصبها.
وكانت صحيفة “إل موندو” قد نشرت مقالاً يـوم الاثنين نددت فيه بتلاعب مزعوم فى نتائج الأصوات لصالح ستاد “أنويتا” على حساب “بالايدوس”، الأمر الذي حرّك عمدة مدينة فيغو وكل سكان غاليسيا الذين يطالبون اليـوم أكثر من أي وقت مضى باختيار ملعبهم لاحتضان بعض ماتشات كـأس العالم 2030 بدلاً من اختيار ملعبين فى الباسك وملعبين أيضاً فى كتالونيا، ناهيك عن ملعبي مدريد “سانتياغو بيرنابيو” و”واندا ميتروبوليتانو”.
