أين المسلمين
تعرض الإسلام في شتى أنحاء العالم خلال الفترة الماضية لهجمة شرسة ، ففي فلسطين أصدرت المحكمة الإسرائيلية حكما بالسماح لليهود بالصلاة في باحات المسجد الأقصى وترافق هذا مع محاولات السلطات الإسرائيلية رفع العلم الإسرائيلي على المسجد الأقصى ورغم خطورة تلك المحاولات التي تستهدف طمس الهوية الإسلامية للقدس والمسجد الأقصى إلا أن العالم العربي وقف كالعادة موقف المتفرج وكأن الأمر لا يعنيه ، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل واصلت البلاد العربية خطواتها التطبيعية مع الكيان الصهيوني حيث واصلت دولة الإمارات مسيرتها التطبيعية المخزية بإرسال الوفود إلى الكيان الصهيوني وللأسف أن تأتي تلك الخطوات من أبناء الشيخ زايد والذي كان يمثل فخرا لكل عربي بمواقفه البطولية المشرفة في دعم الحق العربي والآن أصبحت الإمارات خنجرا في ظهر الأمة العربية بعد انقلابها على خطها العربي الذي كرسه الشيخ زايد رحمه الله ، بل لا أبالغ إن قلت أن هذا الموقف لا يمثل شعب الإمارات الذي يحمل القيم العربية الأصيلة ، وفي البحرين أفتتح الكيان الصهيوني سفارة له هناك وللأسف واصل النظام المصري خطواته المخزية التي بدأت مع توقيع مصر لاتفاقية كامب ديفيد واستقبل الرئيس السيسي رئيس وزراء إسرائيل بدعوة منه حيث شدد الطرفين على تعزيز العلاقات الإقتصادية بينهما وتم زيادة عدد الرحلات المباشرة بين القاهرة وتل أبيب حتى أصبحت مصر راعية لخطوات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل ، فيما واصلت السلطة الفلسطينية استقبال المسئولين الإسرائيليين وعقد اجتماعات معهم وكأن قضيتهم لا تعنيهم ولاشك أن هذه المواقف المخزية من الحكام العرب تأتي من خلال سعيهم للبقاء في كراسي الحكم والتي جاءوا إليها من خلال الولايات المتحدة وإسرائيل وليس من خلال شعوبهم ومن الطبيعي أن يسعى الحكام العرب إلى السعي الى إرضاء سيدهم الأمريكي الذي يدينون بالفضل له في البقاء في كراسيهم ، وفي الوقت الذي تتعرض فيه المقدسات الإسلامية في القدس إلى هجمة شرسة يتعرض إخوتنا المسلمين في كشمير لهجمة شرسة من عبدة البقر من هندوس الهند حيث تغتصب النساء وتنتهك الحرمات وسط صمت إسلامي وعربي وكان على الدول الإسلامية أن تدعوا إلى قمة إسلامية عاجلة للتصدي للمؤامرات الصهيونية في القدس والمذابح الهندوسية في كشمير والمذابح الإيرانية في منطقة الأحواز العربية ولكن كالعادة لم يتحرك أحد ولم يقتصر الأمر على المذابح التي ترتكب ضد المسلمين في كشمير والأحواز أو الانتهاكات الصهيونية ضد المقدسات في القدس بل أن الأخطر من ذلك ما تم كشفه عن مخطط أمريكي إسرائيلي قذر لتصفية الأديان السماوية وفرض ديانة جديدة تحت إسم الإبراهيمية لرفضها على الشرق الأوسط ، وفي ظل المواقف المخذية لحكام العرب والمسلمين الذين شاركوا في المؤامرات ضد شعوبهم فإن الأمر يتطلب تحرك الشعوب العربية والإسلامية لمقاطعة بضائع ومنتجات الدول المشاركة في تلك المؤامرة والمطالبة بإغلاق سفاراتهم كما أن الأمر يتطلب من المؤسسات الدينية التحرك للتصدي للغزو الثقافي والفكري الذي يستهدف قيمنا الدينية والأخلاقية .
مصطفى عمارة
مدير مكتب جريدة الزمان الدولية بلندن