عيد تأسيس المخابرات العامه ال ٦٨
بقلم – صموئيل العشاي:
بداية نهنئ وزير الاستخبارات الوزير عباس كامل رئيس جهاز المخابرات بعيد الثامن والستين لتأسيس الجهاز الذي شهد انطلاقته الآلي قبل خمسة آلاف عام، وحكت النقوشات والرسومات الموجودة على أعمدة معبد أبو سنبل دور المخابرات المصرية التي ساعدت الملك الشاب تحتمس في استقرار حكمه، واستطاعت المخابرات أن تعرف أن ملك قادش ينوي شرا بالفرعون المصري الشاب.
تكشف الوثائق تكشف أن ملك قادش استهان بالفرعون المصري الشاب، وقال: “لن نقدر على أخذ مصر إلا في ملك هذا الفتي الصغير”، وجمع معه عدد من دول آسيا بلغ عددها 23 دولة كانت تسعى للاستيلاء على مصر التي كانت وقتها سلة غلال العالم، وأخبرت المخابرات الفرعون بالمعلومات التي لديها عما ينوي له ملك قادش، وارسلت معلومات عن تسليح ملك قادش وقوته وقوة الجيوش التي تتبعه.
قامت المخابرات بتغيير عقيدة العسكرية المصرية من الدفاع إلى الهجوم، وحشد الجيش المصري بقيادة تحتمس، وكان مركز الدفاع الأول والمعسكرات من الشرق في سيناء، وتحركت الجيش إلى آسيا وهزم ٢٣ جيشا، وأسر ملك قادش.
أنشئ جهاز المخابرات العامة بشكله الحالي يوم 22 مارس1953، كأحدي الإدارات التابعة للمخابرات الحربية، وقتها اجتمع الضابط الشاب جمال عبد الناصر الذى كان عمره وقتها 35 عام، وفكر في تشكل إدارة تجمع المعلومات عن الاحتلال الإنجليزي الموجود في منطقة القناة والقيام بعمليات فدائية حتى يرحل الأحتلال، وينظم حركة الفدائيين ويمدهم بالسلاح والعتاد ويضع لهم الخطط ويوفر وسائل الإنتقال لمقاومة الإنجليز وطردهم من مصر، وكلف جمال عبد الناصر ضابط شاب هو زكريا محيي الدين الذي كان عضوا معه في مجلس قيادة الثورة برتبة بكباشي وعمره 34 عام، ، وبعد التكليف بدأ في تأسيس الكيان، وأختار جنود وضباط من الشباب في سن العشرينات والثلاثينات، وضم معهم شباب وطني غيور متحمس تم تدريبهم على الأعمال الفدائية وانضموا إلي فدائي منطقة القناة وأهل المدن الثلاث الذين كان يقاوموا الإنجليز بشكل فردي.
كان عبد الناصر بنفسه يساند أعضاء المخابرات العامة ويدعمهم، وبعد عامين وثلاث شهور وبالتحديد في 26 يونيو 1955م، دعا زكريا محيي الدين الى مكتبه، وأبلغه بأنه قرر أن تنفصل المخابرات العامة عن الحربية وتكون كيان مستقل تحت قيادته، وأن يتحول من الشكل العسكري إلي الكادر المدني، وطلب منه أن يتوسع في نشاط الجهاز وينشئ فروع في مدن القناة والمحافظات المهمة للتصدي للإنجليز، وبعد أن غادر زكريا محيي الدين الذى تحول لقبه من البكباشي إلى السيد، بدأ يؤسس فروع وبدأ بافتتاح مكتب بورسعيد في 15 مايو 1953 بقيادة ضابط شاب كان برتبة بكباشي قبل التحاقه بالكيان وأسمه عاطف محمد سعده، وبعدها مباشرتا شرع في تأسيس فرع للمخابرات في مدينة الاسماعيلية، بقيادة ضابط شاب برتبة صاغ ومعه عدد من الضباط الشباب، وهم السيد عمر لطفي والسيد محمد عبد الفتاح أبو الفضل والسيد سمير محمد غانم، وكان في المكتب ضابط عمليات أسمه السيد محمد أحمد غانم.
أسس فرع للجهاز في مدينة السويس للحصول على معلومات عن القوات الإنجليزية بشكل دقيق، وعلى الفور تم تكليف الضابط الشاب الصاغ محمود سليمان، ومعه مجموعة من الضباط الشباب، ونسق العمل بين مكاتب مدن القناة، وكان هناك احتياج لإفتتاح مكتب في محافظة الشرقية حتى يكون ظهير لمدن القناة، وعلى الفور وقع الأختيار على الضابط الشاب الصاغ لطفى واكد، وكانت المكاتب ترسل المعلومات التي لديها أولا بأول بشكل منتظم الى المكتب المركزي في القاهرة، ويتم فحص الأخبار وتنسيقها وتحليلها واستخلاص النتائج على يد مجموعة متخصص ثم ترفع للقيادة الجهاز، ومنه للرئيس عبد الناصر مباشرة، وعمل بالمكتب المركزي عدد من أكفأ الضباط الشباب منهم الصاغ كمال الدين رفعت، الصاغ سعد عفره، الصاغ محمود عبد الناصر، الصاغ عبد المجيد فريد نائب رئيس فرع الخدمة السرية، الصاغ طيار محمود سامى حافظ، بعد الإطلاع على رأي القيادة السياسية يتم توجيه مكاتب المخابرات ويمدهم بالأوامر والتعليمات، ويرسل الأسلحة والعناصر البشرية مدربة و المتفجرات و السيارات، وكافة الاحتياجات حتى تنجح عمليات المقاومة.
هذا جزء صغير من عشرات الحكايات التي جمعتها عن الجهاز ودونت جزء منها في رواية الخفاش الجزء الثاني والتي أكشف عنها لأول مرة.