وصفت الصحافة الفرنسية التعاقدات التي قامت بها ادارة فريق باريس سان جيرمان صيف العام 2021 بالميركاتو الافضل فى تاريخ النادى من الناحيتين المالية و الفنية بالنظر الى الاسماء الوازنة التي جلبها لتعزيز صـفوف النادى دون ان يصرف اموالا كثيرة كون الانتدابات تمت مجانا.
و تعاقد باريس سان جيرمان فى ذلك الصيف مع كل من النجم الارجنتيني ليونيل ميسي من برشلونه و المدافع الاسباني سيرخيو راموس من ريال مدريد و متوسط الميدان الهولندي جيورجينهو فاينالدوم من ليفربول و الحارس الايطالي جيان لويجي دوناروما من أي سي ميلان و الاربعة بالمجان بعد انقضاء عقودهم مع انديتهم ، كما تعاقد مع المدافع المغربى الظهير اشرف حكيمي من انتر ميلان الوحيد الذي كلف خزينة النادى نحو 60 مليون اورو .
و غداة التوقيع مع هذا الخماسي الرهيب توقع الجميع ان يظهر باريس سان جيرمان بصورة مغايرة تماما عن المواسم السابقة و يكون اقوى و افضل نسخة فى عهد الملكية القطرية خاصة ان النادى كان يضم اصلا مجموعه من اللاعبــين المتميزين على غرار كيليان مبابي و نيمار جونيور و ماركو فيراتي .
و كانت التوقعات كلها تشير الى وصل حظوظ النادى فى مـسابقـه دورى ابطال اوروبا لتواجد راموس و ميسي و فاينالدوم اللاعبــين الثلاثة اصحاب الخبرات المتراكمة فى البطولة القارية و الذين سبق لهم الفــوز بلقب صاحبة الاذنين مرة على الاقل فى وقت كان اغلب المتابعين يبررون الفشل المتوالي للباريسي فى دورى ابطال اوروبا بنقص خبرة النادى على الصعيد الخارجي .
اليـوم و بعد مرور عامين عن الميركاتو الذي وصف اعلاميا بأنه الافضل تأكد للجميع ان تلك التعاقدات لم تؤدي دورها بل انها تسببت فى تراجع اداء و نتائج النادى الذي اكتفى بفرض هيمنته على مـسابقـه الدورى الفرنسي حيث نال لقبها مرتين و مني بانتكاسة شديدة فى مـسابقـه الكاس.
و سجل النادى الباريسي خيبة امل كبيرة فى مـسابقـه عصبة ابطال اوروبا بعدما خرج مبكرا من السباق حيث اقصي فى الدور الثمن النهائى بخسارة امام ريال مدريد فى 2022 ثم امام بايرن ميونخ فى 2023.
و الملفت للانتباه انه فى وجود هؤلاء النجوم كاد النادى ان يخسر لقب الدورى الفرنسي فى العام الحالي و لم يضمن تتويجه سوى جوله واحدة فقط قبل نهاية المنافسات عكس بقية مواسم التتويج حيث كان يحسم امره قبل جولات و بفارق شاسع عن وصيفه .
و لم يقتصر الامر على نتائج النادى فى مختلف المسابقات بل شمل ايضا غرف ملابس حديقة الامراء التي اصبحت على صفيح ساخن فى ظل خلافات و حالات انشقاق بين اللاعبــين اثرت سلبا على استقراره و على نتائجه و هي خلافات ناجمة بالأساس عن الصراع بين النجوم من اجل لقب نجم النادى الاول .
و هكذا نجح أي سي ميلان فى التتويج بلقب الدورى الايطالي مباشرة بعد رحيل حارسه دوناروما للمرة الاولى منذ 11 عاما و نجح فى بلوغ المربع الذهبي لدوري ابطال اوروبا للمرة الاولى منذ سنـوات طويلة ، كما نجح انتر ميلان فى الفــوز بلقب مـسابقـه كاس ايطاليا فى 2022 و 2023 و بلوغ نهائي رابطة ابطال اوروبا العام الحالي بعد رحيل حكيمي عنه ، و نجح ريال مدريد فى استعادة لقبي الليغا و دورى ابطال اوروبا عقب مغامرة قائده راموس كما نجح برشلونه فى استعادة عرش الليغا بعد رحيل ميسي بينما يعاني البي اس جي معاناة شديدة و اصبح بحاجة الى ثورة احلال صيفية من اجل استعادة توازنه .
و اكثر من ذلك فان عقد الميركاتو الذي وصف بالأفضل انفرط بعدما قرر الهولندي ترك النادى بعد موسم واحد فقط و سيتبعه الاسباني و الارجنتيني بعد نهاية العام الحالي .
و الغريب ان الصحافة الفرنسية و بعد اتمام تلك التعاقدات اشادت بإدارة الباريسي و شبهت ميركاتو صيف العام 2021 بالميركاتو الصيفى الذي قام به ريال مدريد قبله بعشرين عاما أي عام 2001 عندما تعاقد مع المايسترو الفرنسي زين الدين زيدان و هو الميركاتو الذي ساهم فى تتويج الريال بنجمته الاوروبية التاسعه بينما ميركاتو الباريسي جعله بعيدا عن تحقيق الهدف الاساسي لمشروعه الرياضي.
