مع استمرار الجمود في ملف سد النهضة مصدر دبلوماسي رفيع المستوى يكشف عن تدخلات عربية ودولية لاستبعاد خيار الحرب ووزارة الري والموارد المائية تضع خطة طويلة المدى لمواجهة نقص المياه
كتب-مصطفي عمارة
كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في تصريحات خاصة للزمان أن الأيام الماضية شهدت تدخلات من جول خليجية والتي تملك استثمارات في سد النهضة فضلا عن ضغوط دولية من دول كبرى لإقناع مصر باستبعاد الخيار العسكري لحل الأزمة وترك الفرصة للمساعي الدبلوماسية لحل الأزمة وبناء على ذلك كثفت مصر تحركاتها الدبلوماسية خلال الفترة الأخيرة للضغط على أثيوبيا لقبول باتفاق ملزم يحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان وفي نفس الوقت يلبي مطالب أثيوبيا في التنمية ، وفي هذا الإطار طلبت مصر من روسيا التدخل لحل الأزمة وممارسة الضغوط على الجانب الأثيوبي وهو الأمر الذي وعدت به روسيا خلال مباحثات وزير الخارجية المصري مع نظيره الروسي ، فبما أكد عدد من الدبلوماسيين أن الرئيس السيسي فوض وزارة الخارجية للتحرك في كل أنحاء العالم لفرض حصار دبلوماسي لكسر التعنت الأثيوبي في ملف سد النهضة ، وفي السياق ذاته كشف مصدر بوزارة الموارد المائية والري في تصريحات خاصة أن الوزارة وضعت خطة حتى عام 2050 لتفادي أي نقص محتمل للمياه في حالة إقدام أثيوبيا على الملئ الثاني لسد النهضة وتشمل الخطة المشروع القومي لتأهيل الترع ومشروع التحول من نظام الري بالغمر إلى نظام الري الحديث والتوسع في إنشاء محطات تحلية مياه البحر لتوفير احتياجات مياه الشرب وإنشاء محطات لمعالجة مياه الصرف فضلا عن تقليل المساحات المخصصة للزراعات التي تحتاج إلى كمية كبيرة من المياه ، ومن ناحية أخرى كشفت دراسات أعدها عدد من الباحثين أن هناك شكوكا حول السلامة الإنشائية ودرجات الأمن للسد الأثيوبي حيث أن أثيوبيا بها نشاط بركاني عظيم بجانب سقوط كميات كبيرة من المطر على الجبال واندفاعها وهو ما قد يسبب انهيارات ، وكشفت الدراسات أن جانبي السد يقعان بين نوعين مختلفين من التلال الصخرية التي تتميز بالانقسام وسهولة التحلل مما يتسبب في تسرب المياه وتأكل ونحر الصخور وتكوين الرمل والطين كما كشفت عن وجود منخفض طيوغرافي أمام موقع السد وهو ما يمثل خطرا في حالة امتلاء جسمه بالماء بسبب حمولة الرواسب المقبلة من أعالي النهر وكشفت الدراسات أن التدفق الزائد بسبب الفيضانات غير المعتادة التي تأتي على بعض السنوات كانت السبب الرئيسي في عمل تصدعات وشقوق في جسم السد الأوسط الذي لم يكتمل بناءه حتى الآن كما أن السد مبني على فوالق أرضية وهذه المنطقة هي الأكثر نشاط زلزالي في أفريقيا مما يعرض السد للانهيار في حالة حدوث زلزال كبير .